الجمعة“ 19 أبريل 2024 - 04:52 م - جرينتش

د. الشميري يحضر اختتام أعمال الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي للغة العربية في دبي


اختتم المؤتمر الدولي للغة العربية أعمال دورته الثالثة في دبي اليوم الأحد 11-2014م بقاعه فندق البستان روتانا - دبي ، وضم المؤتمر حشدا كبيرا من أجل صاحبة الجلالة اللغة العربية، ومن أجمل ماشاهدت فيه: وجود ممثلين محبين للغة العربية من 76 دولة من مسلمين وغير المسلمين، من سادة وسيدات، وكان تنظيم المؤتمر متقناً، وتوافرت جميع عوامل الاستيعاب للعدد الكبير المشارك، في ثلاثة فنادق متجاورة، حول المطار، وتوفرت مطبوعات أبحاث الدورة السابقة في ستة مجلدات ضخمة وإرشادات وجداول المؤتمر الحالي، ووزعت لكل مشارك في حقيبة خاصة، كما كانت الاستضافة بمستوى جيد، وأكثر ماسرنا هو: إعلان جائزة خاصة باللغة العربية سنوية يقدمها سمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات العربية رئيس الوزاراء حاكم دبي، الذي شرف المؤتمر بحضوره حفل الإفتتاح، وإيجابيات عديدة غمرت المشاركين من حيث الحفاوة والتكريم.
ومن أبرز ماكنا نتمنى أن يكون متاحا بشكل أفضل هو: مطبوعة أخبار يومية عن المؤتمر وكتابات بأقلام المشاركين، كما جرت عادة المؤتمرات الكبرى، وكذلك لم يتوفر للمؤتمر موقع الكتروني بعد، ولا صفحة عامة على الفيس بوك للتواصل مع المهتمين والمتابعين لأخبار عن هذا المؤتمر الكبير أولا بأول، ولكن الأكثر سوءاً من الناحية الإعلامية هو: الإحتكار الإعلامي لشركة خاصة حق التصوير الفوتوجرافي والفيديو للفعاليات، وعدم السماح بوجود كاميرات توثيق من قبل المشاركين أو جهات إعلامية أخرى، حتى الصور الفورية التي عادة ما تتوافر من المصورين التابعين للمؤتمرات والتي تباع بعد التحميض الفوري لم تكن متاحة، اللهم إلا كاميرات الموبايلات الشخصية، الخاصة بالمشاركين. لكننا نتوقع أن تظهر كل التوثيقات وتنشر لاحقاً عبر إدارة المنسق العام الأستاذ الدكتور علي موسى. الذي قاد الإعداد والتحضير والتنفيذ للمؤتمر وأدار عملية التواصل والعلاقات العامة بنجاح. كما نتمنى تلافي الثغرات الإعلامية المهمة في المؤتمرات القادمة.
لقد أتاح لي هذا المؤتمر الكبير الإلتقاء بمئآت من أصدقائي الأدباء والأديبات رفقاء الفكر الإبداعي والقلم، من عدد من الدول. وفي طليعتهم الشاعر العراقي الكبير شوقي عبد الأمير، والأستاذ الدكتور شهاب محمد عبده غانم، ومئآت من العلماء في اللغة العربية، وآدابها من جميع البلدان المشاركة.

وحيا الدكتور عبد الولي الشميري المؤتمر بهذه القصيدة:

تحية المجلس الدَّوليّ للُّغة العربيّة
دبيّ 7 - 10 مايو 2014 د. عبد الولي الشميري

صارتِ الفُصحى على صدري وساما
وعلى رأسيَ تاجًا واحتراما 

ليتَ لي خيمةَ راعٍ في الفَلا
حَوْلَها النُّوقُ وأشجارُ الخُزامى

وغزالٌ أرتوي من ريقِهِ
وله شِعرُ الهوى صلَّى وصاما

نتساقى الشَّهدَ مِن ثَغرِ الصَّبا
لا نبالي خوفَ عُذَّالٍ مَلاما

بلّغوا عني (الإمارات) السّلاما
وازرعوها قُبَلاً عامًا فعاما

واغرسوا كلَّ الصَّحارى نَرجِسًا
زيّنوا أبراجَها، طابت مُقاما

أَهلُنا مِن (حِمْيَرٍ) مِن (سَبإٍ)
لهمُ الحُبُّ مِنَ القلبِ دَواما 

هل قَرأْتُم في كتابِ (العَينِ) يا
مَعْشَرَ الفُصحى وخِلّاني القُدامى

وأنا والشِّعْرُ جِئنا والهوى
نَتَساقى سَلسبيلًا وهُياما

جئتُ بالأمسِ (دُبَيًّا) طازَجًا
شارِباً مِن ريقِ (صنعاءَ) مُداما

وعلى صدري عُقودُ الفُلِّ مِن
(عَدَنٍ) أَشذى عطورًا وابتساما

أرضعَتْني (حَضْرَمَوْتٌ) عَسَلًا
ما له نِدٌّ وحاشا أن يُسامى

ولساني مِن (زَبيدٍ) مَهْدُهُ
(أَشْعَرِيُّ) سَلْ أبا موسى الإماما

سائلوا الفُصحى ومَولى عرشِها
(يَعْرُبَ) الأكبَرَ حاميها هُماما

والحبيبُ (المُصطَفى) أفصحُها
فلهُ الحبُّ صلاةً وسَلاما

لُغَةُ الشِّعرِ وفي أرجائِها
حيثُ يَمَّمْتُ حَنينًا ووِئاما

ما (دُبَيُّ) اليومَ إلّا قِبْلَةٌ
نَحوَها العالمُ قد لَبَّى وهاما

يا (دُبَيُّ) العُمْرُ وَلَّى مِن يدي
وهَوَتْ أجملُ آمالي حُطاما

ثورةُ الحبِّ التي تجتاحُني
أذهبَتْ عن طرفيَ الباكي المَناما

ليس في العمر مكانٌ للهوى
نتمادى فيه غَيًّا وغراما

ضاقَتِ الأيّامُ في أيّامِنا
وانطوى عَصْرُ النَّشامى والنَّدَامى

واللّيالي المُقْفِراتُ اجتمعَت
تَصبِغُ الأيّامَ حِقدًا وانتقاما

أيُّ قلبٍ ليس فيه حَزَنٌ
ربّما أكبرُ من حُزنِ اليَتامى!

ليس في يومي وأحلامِ غَدِي
غيرُ قَلْبٍ فيه حُزْنٌ يَترامى

وشَكاوى مِن حَبيبٍ في دمي
أشعلَ القلبَ جَحيمًا وضِراما

ومضى في غَيِّه مُسْتَهْزئًا
وعلى أوجاعِ آهاتيَ ناما

لا يُضامُ القلبُ في معشوقِهِ
والكريمُ الحُرُّ يأبى أن يُضاما

قد يَضيعُ العُمرُ في طَيشِ الهوى
ويُحيلُ الصَّفْوَ ظُلمًا وظَلاما

إنَّها الدُّنيا كما نَعتادُها
تُرْضِعُ الحُرَّ سَقامًا وفِطاما

إن خَلا في الأرضِ خِلٌّ صادقٌ
قُل على الإنسانِ والدُّنيا سلاما