
صدرت مؤخرًا الطبعة الثانية (2024) من كتاب: (إضاءات نقدية حول المنجز الشعري لــ د. عبد الولي الشميري) إعداد وتنسيق الدكتورة نبيلة حماني، عن مطبعة وراقة بلال فاس/المغرب..
هذه الدراسات/البحوثية ذات الأبعاد الجمالية، والأعماق الفكرية، ألقت أضواء نورانية كاشفة على دواوين شاعر العروبة عبد الولي الشميري، بكفاءة منهجية فائقة، ومهارة أدبية رائقة وتعمق فني ذائق.. يحتوي الكتاب على عدة دراسات نقدية ومقدمة للدكتور محمد السعيدي..
تتويج أكاديمي باذخ
يقول الدكتور محمد السعيدي في تقديمه لهذا الكتاب:
يعتبر الدكتور العلامة الجهبذ، والمؤرخ البحاثة طويل الباع، والشاعر الدفاقة الفحل سيدي عبد الولي الشميري رائد المدرسة الشميرية، ذات العمق الفريد، والأفق البعيد، في التعبير عن مكنونات الحياة، بما به رحبت، وبما به اتسمت... بأرق التعابير، وأرقى المفاهم الحداثية، المتناغمة مع المبادئ الدينية السمحة، والمتجانسة مع الأسس التراثية الأصيلة بصورها البديعية، وإشراقاتها الجمالية، وإشعاعاتها السميائية بهاء، وانسكاباتها اللسنية رونقا، عبر معالجتها الدقيقة الرشيقة، وخلال جملها الشاعرة الباذخة، والشعرية الوهاجة، ودلالاتها الموحيات الملهمات، المتفتحات أكمامها برياحين عطريات شذى أريحيا، هي دفقات الحياة مدا وجزرا، صعودا وهبوطا، سكونا وحركة، غفوة وإيقاظا، كدرا وسرورا... ما يجعلك تشعر بإحساس رهيف، ناعم، هو ذلكم المنبثق عن الذات الشاعرة، بما له من صلة بالجمال الفني، وبما تكتسيه من ملاءمة الكلمات لمعانيها، وبما يجلله الإيقاع المتناغي للأفكار، وبما تلتحق به القوافي بنسقها البديع، يبعث المتعة في النفس، فتهتز هزات مثيرة جذابة، هي تلك التي هزت الشاعر الميمون هزا، فتفجرت ينابيع قصائده/ درره، في انفتاح جمالي أنيق تكتمل به ومعه متعة الاندماج الكلي للقارئ مع إيقاعاتها الخالدة !.
شعر عبد الولي صدفات در، تحتاج إلى قارئ ذي مهارات دربة، وحذقة براعة تمكنانه من الاستمتاع تلذذا للإمساك بدررها اللماعة الأخاذة، وأسرارها الفتانة الجذابة، فإذا ظفر بواحدة منها بكياسته الفنية متماهيا مع دلالها، وزهوها، وتيهها وأمسك بتلابيبها أقبلت عليه ثانية وثالثة ورابعة وخامسة يطوقن عنقه بقلادة هي لذة الشعر الشميري، لذة الذات الشاعرة المتمثلة شلالاتها خلال سنفونية أنغام الحياة، تجليها لوحات تشكيلية شميرة بصورها الشعرية البيانية الفنية المنتشية مع أعماق الشعور – إنها جواهر شعره الفتان المكون لشعريته الشوميرية – تهزك من الداخل وترتفع بك إلى ما هو أعلى منك، إلى ما فوق الحياة اليومية، ترتفع بروحك إلى آفاق لم تكن بالحسبان بما تثيره فيك من انفعالات.