الخميس“ 25 أبريل 2024 - 08:11 م - جرينتش

الشميري لـ 26 سبتمبر :قاهرة المعز أعطتني الكثير وتعلمت منها الصبر ولغة القلوب


الدكتور الأديب والمثقف عبد الولي الشميري

تحية الإبداع والتميز.. ندعو الله أن يديمكم في موفور الصحة والسعادة ونأمل أن تتكرموا في الإجابة على أسئلة صحيفة "26 سبتمبر"..

س1: لو طلبنا من الدكتور عبد الولي الشميري، أن يحدثنا عما أعطته قاهرة المعز للشميري؟ 
جـ1: قاهرة المعز أعطتني كثيرًا، وعلمتني كثيرًا، فهي المحيط الزاخر بكل أنواع ومصادر المعرفة، وفيها تعلمت أبجديات التعايش مع الآخر، وحسن الاستماع، وحسن التلقي، وحسن القبول، وحسن الرفض، وحسن الرد، والقاهرة مدرسة عالمية مفتوحة لمن يريد التعلم، وهي أيضًا مضيعة للأوقات ومفسدة للأعمار إذا لم يحسن نزيلها الإفادة من الوقت، وترتيب الأوليات.
فكل قادم من الجزيرة العربية إلى القاهرة لغرض التأثير والتأثر لابد عليه أن يتخلى عن الراديكالية في كل شيء، ويراجع كل المفاهيم والموروثات الاجتماعية، والثقافية، ويرفض التقديس والغلو في كثير من عاداته، وأعراف بيئته، ومن يحسن السباحة في محيط زاخر بكل مجالات الخير والشر، والعلم، والجهل، والتشدد والاعتدال، والتزمت، والانفلات هو الذي قد يخرج بشيء مفيد من حياته في القاهرة.
تعلمت من القاهرة الصبر، ولغة القلوب.
وأضافت إلي القاهرة قاعدة بيانات واسعة في كل المجالات وضمن صفحاتها ما يربوا عن عشرة آلاف من الأصدقاء من الجنسين هم عيون الصفوة والنخب المميزة، كما ساعدتني على مد جسور التعارف، وأواصر المودة مع أكثر من ثلاثين قطرًا عربيًا، وغير عربي، وعبر أكثر من عشرين مؤسسة ثقافية، وسياسية، واجتماعية، رسمية وأهلية، وغدوت في القاهرة أكثر دراية بها من كثير من أبنائها سواءً على المستوى البيوجرافي، أو على المستوى الجغرافي.
هناك قيمٌ اجتماعية في المجتمع القاهري تختلف تمامًا عن المجتمعات العربية الأخرى، تلك القيم تؤخذ بالتلقي من مخالطة الناس والطبقات وليس بالمناهج المدرسية، وأعتقد أن لكل مجتمع خصائصه، وأنا متهم بأنني عملت سائق تاكسي لكثرة معرفتي بكافة أحياء وطرق وعناوين شخصياتها.


س2: عندما تعيد قراءتك للآراء والأفكار التي كنت تتشيع لها هل ترى فيها شططا ما أو مجافاة للمنطق مثلا؟ 
جـ2: صحيح أنني اليوم أسخر من بعض الأساليب والأفكار والآراء التي شغلت خلجاتي بالأمس، وكثيرًا ما أعيد قراءة بعض ما كتبت قبل، وأندم لوجود ثغرات معرفية أو أسلوبية رأيتها بعد أن اتخذت نظاراتٍ أدق وأحدث من المعرفة أو بلغت سن الرشد، ولا أقول النضج، واكتشفت أن كل بشر كائن من كان بحاجةٍ إلى إعادة النظر في مواقف وكلمات، وأساليب الأمس، وكلما زاد علم الإنسان ارتفعت أخلاقه عن الكبر والتعصب للذات ويعجبني قول الشاعر: 
كلما أدبني الدهر ... أراني نقص عقلي 
وإذا ما ازددت علمًا ... زادني علمًا بجهلي 

ولست بدعًا من الأمر فقد كان ابن العميد الكاتب الأديب الوزير يقول: "ماختمت كتابًا كتبته اليوم، ثم قرأته غدًا إلا ندمت، وقلت لو قلت كذا أو قدمت كذا أو أخرت كذا"، وهو من هو؟ فما بالك بعبد الولي الشميري.
وكثيرًا ما جاء في الحديث النبوي لو استقبلت من أمري ما استدبرت، لفعلت كذا، فالبقاء على قناعات ثابتة في كثير من شئون الفكر، والحياة، والناس ليس دليلا على الثقافة الواسعة، ولكن ذلك دليلٌ على عدم التعلم من عنصر الزمان، وعنصر الانسان، وعنصر المكان، ودليل على جمود، وتخلف وقحلٍ وجفاف في معرفة الشخص، ودليل على عدم نمو ثقافته أو تحجره.
ولقد أدرك الأوائل الحاجة الماسة للتغير في القناعات حتى على مستوى الفتاوى، والتشريعات في اجتهادات الأئمة للمذاهب الفقهية، فهل بقي الإمام محمد بن ادريس الشافعي على أرائه الفقهية، واجتهاداته التي كتبها وأفتى بها في مذهبه القديم في بغداد لا إطلاقًا بل عندما دخل واستوطن مصر وخالط المجتمع ورآى أخلاط الثقافات والانفتاح الاجتماعي تراجع عن مذهبه القديم، واجتهاداته، وكتب اجتهادات واختيارات مخالفة تمامًا لآرائه السابقة، ولمذهبه القديم، وأنا كذلك شافعي في تجديد أفكاري وأساليبي الاجتماعية، ولم تأتي أفكار الظَّاهرية ومدرسة ابن حزم في الأندلس بانفتاحها واتساعها وفهمها للنصوص والاستنباطات الجديدة إلا بسبب ثقافة المكان والمجتمع المتحضر في الأندلس.


س3: مشروعك الثقافي الذي افتتحته في القاهرة "منتدى المثقف العربي" يقال أنه حلم فرد.. ولا يضمن له الاستمرارية لهذا السبب؟ هل تتفق مع هذا الرأي؟ 
جـ3: منتدى المثقف العربي في القاهرة كغيره من المؤسسات الثقافية والمنتديات الكبرى، ولم يعد صالونًا في منزل، بل أصبح مهرجانًا ضخمًا يملأ صداه الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
ومشروعي هذا حقًا إنه حلم فرد تحقق، وقد يرحل معي إذا رحلت، أو يقيم إذا أقمت، ولكن قد تحتضنه بعض الجهود المحبة لهذا المنجز الكبير، وتتبناه، ويصبح أقوى مما هو عليه الآن، وإن غاب أو رحل أو مات مؤسسه.
كما لا أستبعد أيضًا أن لا يستمر ويتغيب مع غياب صاحبه، وهذا شيء طبيعي، فكم من المؤسسات المثيلة غابت واختفت بسبب عدم وجود راع، أو رعاة يتبنونها، أنا لا أقرأ الغيب، ولا أراهن عليه، وأتوقع الشيء وعكسه، ولكن ليس عليَّ أن تتم المطالب والخلود ليس لأحد.


على المرء أن يسعى إلى الخير جهده ***** وليس عليه أن تتم المطالب 
وضمان المستقبل ليس من واجبي ولكن يقع على كاهل من بعدي خاصة اليمنييون القادرون على استمرار رعايته من دولةٍ وأشخاص، فقد قدم هذا المنتدى بصورة غير مباشرة اليمن الثقافي. 

س4: الشاعر عبد الولي الشميري في اليمن غيره في القاهرة ما المتغير وما الثابت؟ 
جـ4: نعم هذا صحيح، لأن المجتمع في اليمن غير المجتمع في مصر، ومتطلبات هذا التغاير تقتضي التغيير في التعايش هذه ربما اعتبرها ميزة لا عيبًا، فلو عشت في اليمن كما أنا في مصر لرآني الناس سباحًا عكس التيار، ومرتدًا عن الموروث الاجتماعي، ولو كنت في مصر كما يفرض الواقع الاجتماعي في اليمن لعشت غريبًا معزولا حتى ولو طال الأمر على إقامتي في مصر عشرات السنين وفي معنى الحديث "خير الناس من يألف الناس، ويألفه الناس" دليل واضح على حمل النفس وحثها لضرورة التعايش والتأثير والتأثر.
خاصةً وأنني في عيون المجتمع المصري ناقل ثقافة وحامل حضارة، وممثل دولة، لكني في اليمن مواطنٌ في قافلة العامة من الناس. 


س5: قدمت مؤسسة الإبداع التي أسستها وترعاها في اليمن عطاءات عديدة وخدمت الثقافة في اليمن.. ما هي رؤاكم المستقبلية لنشاطها الإبداعي والثقافي؟ 
جـ5: مؤسسة الإبداع للثقافة لم يكن في برنامجها الثقافي كبير اهتمام بالمناسبات العابرة، والفعاليات المألوفة، والمكررة، لذلك فقد لا تكون صوتيًا، أو إعلاميًا مرموقة، لكنها مؤسسة بحثية، وعلمية، وبالرغم من أنها تصدر حاليًا من سلسلتها الكتاب رقم ثلاثين لكنها لا تعتبر أن تلك هي رسالتها وهدفها، فالإبداع مؤسسة عكفت على خدمة يمنية جليلة لبيوجرافيا اليمن على مستوى الإنسان منذ خمسة آلاف سنة تقريبًا، حيث تقدم اليوم موسوعة أعلام اليمن، التي قد تكون قريبًا في الأسواق في عشرة مجلدات فيها أعلام اليمن الأحياء والأموات كافة، وهذا عمل غير مسبوق، وحققت ونشرت عددًا من كتب التراث المخطوطة.
كما أنها تخطو رويدًا لكنها خطوات ثابتة وصحيحة، حيث عملت على شراء وبناء مقرٍّ خاص بها، وأنشأت مكتبة علمية زاخرة في رحابها، وأسست قاعدة معلومات معرفية إلكترونيًا، وللعلم أن مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون، لم تتلق أي دعم مادي أو لوجستي. لا من وزارات متخصصة، ولا من هيئات محلية، أو خارجية لذلك فهي تخطو في حدو ما يسمح لها طول ساقها فقط. 


س6: أنتم في مجلة المثقف العربي وفي المنتدى أكثر انفتاحًا على اليسار واليمين، ولكنكم في اليمن لا تعملون بهذا في إطار المؤسسة؟ 
جـ6: نعم الصواب هو أن اليسار واليمين ينفتحون على منتدى المثقف العربي في القاهرة، لكن اليسار واليمين في اليمن لا ينفتحون على مؤسسة الإبداع. فالإبداع منبرٌ حرٌ كما هو منتدى المثقف العربي، لكن الفارق هو الفارق بين بيئة اليمن، ومصر، وخلفيات وهمية قديمة تقف وراء هذا التصور الخطأ. 


س7: في نتاجاتك الشعرية الأخيرة انطلاقة صاخبة وروح شبابية جريئة.. أهو هوى كان مكبوتًا، أم جموح الشاعر الذي يريد أن يعيش هذا التحرر ولم يجد فرصة في اليمن؟ 
جـ7: الشاعر هو الشاعر لكن القيود الاجتماعية وثقافية الاتهام كانت تفرض نفسها على قصائدي الوجدانية والغزلية في اليمن، ومن أبرز تلك القيود طفولة الفكر التصوري لدى المجتمع، وعقيدة التجريم المطلق على النصوص كافة. يرادف ذلك عطش مجتمعنا اليمني للأساليب الاتهامية والقذف، والسطحية المباشرة في فهم النصوص، وكانت عمري في عقد الثلاثينيات عمرًا يسمح بالتعرض لألسنة حداد خاصة في مقامات الغزل. كل هذه عوامل قيدت بل وأدت الإنطلاقة الشاعرية في مضمار الوديان التي يهيم فيها الشاعر بحرية كاملةٍ، ويحق له أن يقول ما لا يفعل، فالخيال والمجاز، والتوريات غير معترف بهم في ثقافة القارئ اليمني إلا من (رحم).
إضافة إلى أن زمار الحيِّ لا يطرب، لكن الطائر الشاعر في وجدان عبد الولي الشميري حلق بحرية في آفاق الوجدانيات في القاهرة حيث يسمع القصيدة خلال القائها أكثر من مائة شاعر، وأكثر من مائة ألف قارئ وناقد، لهذا السبب عرف شعري بالغزل والمشاكسة بعد أن جاوزت الأربعين، وأعتقد أني تجاوزت دائرة التهمة، والشبهات العاطفية لدى السطحيين في اليمن.
وليس بدعًا من الأمر أن يكون لقصائدي صدى أكبر خارج اليمن أكثر مما هي داخل اليمن، لأن الكحل في بلاده يعتبره الناس حجرًا ملقيًا على الطرق، فإذا نقل وتغرب أصبح مكانه في العيون بين الجفن والحدق. وزامر الحيِّ لا تشجي مزامره. 


س8: قصيدة رسالة من صدام حسين إلى القمة العربية فيها نكهة وشخصية الشاعر عبد الولي الشميري؟
جـ8: قصيدة صدام إلى القمة جاءت انعكاسًا لحالةٍ نفسية قاتمةٍ بعد سقوط بغداد، وبعد اعتقال صدام الذي أملاها عليَّ لسان حاله، وأملاها الوضع العربي المحزن خاصةً بعد فشل قمة شرم الشيخ بالشتائم، والسخريات، والانهزام العربي، وتفاقم الإرهاب، والقهر والقمع الإسرائيلي لفلسطين، وإلغاء القمة الأولى في تونس، الآن حصحص الحق، أنا راودتها عن نفسها. 


س9: كنت قاسيًا على الزعامات العربية في هذه القصيدة ولهذا اخترت التقية الشعرية؟
جـ9: طبعًا القصيدة على لسان صدام الزعيم المعتقل، ما بالك بزعيم هزم، واحتلت أرضه، وقتل أبناؤه، وأسر، وتجرع قهرًا لا يطيق تجرعه أحد، هل ننتظر على لسانه قصيدة شكر أو مدح لإخوانه العرب. فالمقام يفترض أن يكون أقسى من ذلك، ويكفي الشاعر تقية قول الله تعالى: "وأنهم يقولون ما لا يفعلون".
والزعماء العرب لم يعد يهمهم ما يقال، فهم يفعلون ما لا يقولون، والشعراء يقولون ما لا يفعلون. 


س10: حوارك مع الحاخام اليهودي في أسبانيا كان مميزًا.. هل كان ضروريًا، ومن الذي رتب لإجرائه.. وكيف جاءت هذه الترتيبات وهناك من اعتبره تطبيعًا استباقيًا مع الفكر اليهودي؟
جـ10: أعتقد أن حواري مع الحاخام كان هامًا وضروريًا، بل كشف كثيرًا من شجون وثقافة الآخر، كان الناس يجهلون ذلك، وباعترافه أنني شككت في كثير من مفاهيمه الخاطئة، ودفعته على الأقل نحو المزيد من التحري والبحث. لم تكن مناظرة علمية، ولكنه حوار حضارات وأديان يتطلب اللين، والمرونة، وتقاسم الفرص.
لقد كان الحوار في جامعة قرطبة بالأندلس، وكلية الآداب وعلوم الحضارة نسقتا الحوار المفتوح في قاعة الجامعة، وكنت قد التقيته على هامش ملتقى دورة ابن زيدون الأدبية، وكانت لي معه لقاءات حوارية أكثر من ثلاث أيام، وكان يتردد في محاورتي علنًا، وأعود لإقناعه وطمأنته، والحقيقة الرجل في جانب القضية الفلسطينية مع إسرائيل منصف ومنحازٌ للفلسطينيين، وهذه ميزة أن نحصل عليها من حاخام يهودي، ضد دولة إسرائيل التي تحكم باسم اليهودية.
ومتطلبات العصر، والصراعات بين الحضارة تقتضي مثل هذه الحوارات، والأخذ والعطاء بدلا من الانطباعات التي اقتنع بها الغرب والشرق بأن العرب والمسلمين لا يقبلون الحوار، ولغتهم فقط "اقتلوهم حيث وجدتموهم" ويرون أن الجنة ليست إلا لأمة محمد فقط، وليست لكل المؤمنين، وهذه في الحقيقة مفاهيم مكرسة في مجتمعاتنا وثقافتنا نخطئ إن أنكرناها، أما الذين اعتبروه تطبيعًا مع إسرائيل فهم لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا يعاندون لأنهم يعطون أنفسهم دور القاضي والمنظر المطلق والأوصياء على فكر وثقافة العالم، وهم أغبى من "هَبَنَّقَه" كيف يكون الحوار في إطار الحضارات والثقافات تمهيدًا للتطبيع مع إسرائيل. والرجل الذي حاورته موشيه فريدمان ضد إسرائيل، ويرى أنها دولة غير شرعية، ولا دينية، ويدعوا إلى عدم الاعتراف بها، وإزالتها، في وقت نرى ونسمع ونكتب ونطالب بمبادرة السلام العربية التي صدرت عن قمة بيروت للزعماء العرب كافة، وفيها التزام بالتطبيع والاعتراف بإسرائيل إذا التزمت بحدود 1967م، وسمحت للفلسطينيين بدولة، وهذا الحاخام يرفض مجرد الاعتراف بإسرائيل أكثر من المدى الذي يطالب به العرب، فهو مع القضية أكثر من العرب، وللأسف التخلف السياسي، والأمية لدى البعض تعتبر الحوار مع الحاخام تطبيع، وأنا أسأل أولئك البعض التطبيع مع من؟ إذا كان الحاخام ضد إسرائيل، فالعداوة ليست الهدف، ولكن الحقوق الهدف، ومالي وما للذين لا يعجبهم شيء 

أُعلمه زيدًا، فيقرأوها عمروا **** ويفهمها بكرًا، ويكتبها علي 

س11: ونحن على أعتاب العيد الوطني الخامس عشر كيف ترى ثمار ذلك.. شعرًا وثقافة وحرية رأي في يمن الـ 22 من مايو؟
جـ11: الوحدة اليمنية ستظل من معجزات العصر الكبرى، وستظل ذكرى تحقيقها وسامًا خالدًا على صدر الزمن، لكن القدر الإلهي أبى إلا أن يتوج بتحقيقها عهد الرئيس علي عبد الله صالح، ويتم الله عليه نعمته، وذلك الفضل من الله، والله ذو الفضل العظيم.
لكن يمن 22 مايو لا أراه كما يراه الشباب الذين لم يتجرعوا مرارة التشطير، يوم كان اليمن شلالا من الدم، وسوقًا لشعارات الناتو ووارسو، والخوف، والقلق والعداوات تشعل بواديه ومدنه، حتى القصائد والغناء كانت عبارة عن: 

ألا يجهلن أحدٌ علينا ***** فنجهل فوق جهل الجاهلينا 
كان الإبداع كله في صناعة الموت، والفن عبارة عن عزف جنائزي، والشعر لا ابتسامة فيه بل دموع.
فالذي ذاق تلك الأوضاع التشطيرية البغيضة هو الذي يتذوق حلاوة الوحدة، ويشم أريج الأمان، ويرى وطنه قد اتسع وعائلته الكبرى قد التحمت.
ولقد عجبت بل ذهلت عندما زرت مدينة عدن خلال اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي في مطلع هذا العام 2005م، وتابعت أخبار المنتديات الأهلية في الشيخ عثمان كريتر، في المنصورة في المعلا، كدت أطير من الفرح والزهو بهذه المنتديات العريقة، وكم قبلت أخبار وطني على جبين الأثير في انبعاث الفجر التنويري المبشر بزحف الشباب المثقف الموهوب في كل أنحاء اليمن.
فتحية للحرية، والمواهب المستنيرة، والشكر للزعيم القائد الرئيس علي عبد الله صالح الذي شمر عن ساعده ليعلي علم الحرية في يمن 22 مايو المجيد.

س12: هل ممكن أن توافونا بقصيدة لكم تغنت بالوحدة اليمنية؟
جـ12: قصيدتي التي لحنها المايسترو محمد حسين، وأعاد التلحين الدكتور جمال سلامة، وغنتها في احتفالات 22 مايو في القاهرة الفنانة المطربة المصرية منال، هي التي أقدمها لمناسبة وحدة اليمن الحبيب.