الجمعة“ 17 مايو 2024 - 08:04 ص - جرينتش

الانتخابات الرئاسية – التجربة الديمقراطية


القاهرة / سيد علي  ..

 

ندوة الانتخابات الرئاسية والمحلية وآفاق المستقبل الديمقراطي في اليمن

أكد الاخ حسن أحمد اللوزي وزير الإعلام خلال الندوة التى أقامها المركز الإعلامي اليمني بالقاهرة و أدارها الدكتور عبدالولي الشميري سفير اليمن لدى مصر ومندوب جامعة الدول العربية بحضور أكثر من مائة كاتب ومثقف مصري، أن اليمن احتلت مكانة أصيلة وقوية ومرموقة على خارطة الوجود المعاصر ولا تطمح في أكثر من الدور الذي يفرضه عليها مواجهة التحدي باستكمال بناء الدولة الديمقراطية الحديثة، وتحديث الحياة العامة وتنمية المجتمع التعددي الوحدوي والحفاظ على سلامته وتطوير إنتاجيته الاقتصادية، واستيعاب تطلعاته الاجتماعية الحضارية في مكونات حركة التطور الذاهبة قدماً نحو المستقبل الأفضل. وهي المهمة التي بدت بشكل واضح دقيق أن بلادنا مهيأة لها اليوم أكثر من أي وقت مضى لعوامل جوهرية لا تخفى على أحد وفي الطليعة منها القيادة الحكيمة المجربة والصانعة لأعظم المنجزات والمكاسب والانتصارات وقد رسخت البناء الشامخ للجمهورية اليمنية على أسس ثورية وتحررية عميقة وقاعدة بناء ديمقراطي متماسك ومتطور وكيان عصري مرموق ومحصن بقوة الوحدة وحاكمية الشرعية الدستورية والالتزام الديمقراطي والتمسك الوثيق والمتعمق بالحرية.. وكل واجبات مجتمع الحرية السياسية والاقتصادية ومتطلبات العدالة الاجتماعية...


ومن ناحيته أوضح الدكتور عبدالولي الشميري أن الانتخابات الرئاسية أو المحلية بما شابها وبمالها وما عليها وما قيل عنها لابد أنها عكست رؤية واضحة عما وصلت إليه اليمن من شفافية مطلقة ومن استعداد منقطع النظير في التعامل مع كل الملفات التي يتحدث الناس عنها نظرياً، وعندما يقبلون علماً تطبيقها عملياً نجد أنهم يصابون بألف لونة ولونة، مثل الحرية، أن يعلو صوت الناخب والمرشح على السواء، الرئيس والمرؤوس لا فرق عند صندوق الاقتراع بين رئيس الجمهورية وأبسط مواطن من أي عمر ومن أي جنس كان...


أما  الأخ عبده الجندي  رئيس لجنة الإعلام باللجنة العليا للانتخابات فقد أشار الى أن الانتخابات اليمنية مرت بثلاث محطات نيابية ومحطتين رئاسيتين، في المحطة الرئاسية الاولي كان البحث عن مرشح ينافس الرئيس عملية صعبة وكان شبح الخوف ما يزال يرفرف على نفوس الناس لكن في الانتخابات اليمنية الرئاسية الثانية فتحت الأبواب على مصراعيها...

وأضاف  كان الرئيس لا يريد ان يرشح نفسه لكنه فعلها وكان الترشيح فيه نوع من المغامرة، وأي نجاح لا يتم إلا بالمغامرة ولا احد يعرف ما في قلوب الناس، ولا لمن ستكون الغلبة في هذه الانتخابات، أنت امام ملايين الناخبين في مجتمع كثير السكان قليل الموارد، به نسبة الفقر كبيرة والجهل كذلك ولذلك فإن الناس في مثل هذا المجتمع لا يقدسون الحاكم فكانت الانتخابات قد بدأت فيما سمي بإتفاق المبادئ، شرطت المعارضة على من هم في الحكم ان يكون هناك تكافؤ في اللجنة العليا للانتخابات، ويكون هناك تكافؤ في اللجان الاشرافية وكذلك في اللجان الاساسية واللجان الفرعية، وبذلك لايستطيع أحد أن يزيف، فإذا اتهمنا السلطة بأنها زيفت بالتأكيد فإن المعارضة ستكون موافقة على التزييف وكان لأحزاب اللقاء المشترك 46% من اللجان ابتداء من اللجنة العليا ومروراً باللجان الاشرافية واللجان الاساسية حتى اللجان الفرعية التي تقوم بتنفيذ عملية الانتخابات، إذن هذه انتخابات لا شك بأنها توفرت فيها كل الضمانات لأحزاب اللقاء المشترك المنافس الرئيسي لرئيس الجمهورية...



وأكمل وظيفة رئيس الجمهورية ووظيفة ملك في الوطن العربي لا زالت إما غير قابلة للتداول او يأتي التداول بطريقة صورية لكن نستطيع ان نقول بأن الجمهورية اليمنية وإن كان مجلس النواب قد أخطأ في عدم قبول ترشيح الدكتور/ عبدالرحمن الارياني لكنه استند إلى نص دستوري- وهذه نقطة الضعف الوحيدة التي حدثت من مجلس النواب ولكنها كانت استناداً إلى نصوص قانونية يجب تعديلها في المستقبل...

ونوه إلى أن الانتخابات لم تكن فقط تنفذها الأحزاب والتنظيمات السياسية الحاكمة والمعارضة ولكنها كانت انتخابات حرة ونزيهة ومفتوحة، عشرات الآلاف من المراقبين المحليين، فالاحزاب صاحبة اللجان وهي المراقب حيث كان لكل حزب مراقبوه حول الصناديق، الأحزاب لها منظمات المجتمع المدني، ومنظمات المجتمع المدني شريكة أيضاً في عملية الرقابة، والمجتمع الدولي كان مهتماً بهذه الانتخابات وقد وجدوا أمامه فرصاً للرقابة، وكذلك بعثة الاتحاد الاوروبي التي جاءت واحتلت الفندق الجديد بأكلمه ورأت رقابة حقيقية وليست رقابة مزيفة، كذلك المعهد الديمقراطي الامريكي ومنظمة الـ A F S والبرنامج الانمائي للأمم المتحدة كانوا أيضاً أطرافاً في عملية الانتخابات، وقد كنا في اللجنة العليا نديرالعملية الانتخابية تحت الشمس، وكنا إذن لجنة عليا بدون أسرار وقد تفاهمنا مع الوزير/ حسن اللوزي على الإعلام وكنا قد طرحنا مقترحاً وسينفذ على الجميع، وكان اول من أنتقد هذا المقترح والآداء هو رئيس الجمهورية، لأننا إذا تركنا مساحة واسعة فإن الرئيس يستطيع ان يخاطب الشعب كما يشاء، وكذلك الآخرون..

 

فكانت المهرجانات الانتخابية قد رفعت سمعة اليمن إلى درجة لم تكن متوقعة من قبل، وقلنا إن هذه الانتخابات يجب أن تجرى في أجواء تنافسية حرة وبدون سلاح، الشعب اليمني الذي يعرفه الناس بأنه شعب مسلح لم يطلق طلقة واحدة باستثناء رجلين او ثلاثة قتلوا في حوداث سيارات لم تحدثإراقة دماء، كانت الانتخابات حرة وتنافسيةوشفافة، وبذلك شهدت لها تقارير المنظمات الدولية، الانتحابات بهذا المنظور فعلا تحولت إلى نافذة يستفيد منها الشعب اليمني في شكل مساعدات وهبات وقروض ومنح ومؤتمرات لدعم اليمن اقتصادياً، لأن عالم اليوم الذي يرفع شعار الديمقراطية سيغلق عليك كل الابواب لم تأخذ بأسباب الديمقراطية.


أما الدكتور عبدالعاطي محمد رئيس تحريرالأهرام العربي والذي فضل أن يتحدث بصفته مراقباً إعلامياً فقد أشار أن التجربة اليمنية ملفتة ومميزة إلى حد كبير ويبدو أن اليمن السعيد كما كان في الماضي ملفتاً ومؤثراً في الجميع من حوله لازال يقدم لنا الجديد والجديد ولا زال يبهرنا ويشدنا إلى تجاربه ونحن في مصرتابعنا ما جرى في الانتخابات اليمنية سواء على مستوى الرئاسة والبرلمان أو المحليات وقد تابعناها بانبهار وإعجاب وربما بنوع من الحسد – إذا جاز التعبير– فنحن نحسد اليمنيين لأنهم استطاعوا ان يمارسوا تجربة صعبة مثل تجربة الديمقراطية في ظروف صعبة بالنسبة لهم.
وأشار إلى أن تجربة الانتخابات بهرتنا كأمة عربية وتابعنها بصدق ومن زار اليمن مثلي ورأى بعينه ما رأيت شهد بذلك. فقد رأيت التجربة تمر بسلاسة وباقتناع وليس تزكية وبحيوية كبيرة جداً، ومن رأى اليمن وظروفه الصعبة يعجب كيف تمر هذه التجربة بكل هذه السهولة وكيف تكون الحيوية بهذا القدر وكيف نشعر بوجود معارضة في الشارع وكانت معارضة حقيقية وليست مصنوعة وكيف تقبل اليمنيون الحوار فيما بينهم، وكيف نسقوا فيما بينهم أن الديمقراطية كانت ميثاقاً يرجعون إليها لحل مشاكلهم الصعبة والعويصة، ويحفلون بتعددية سياسية مهمة، أعني التوازنات ومصالح كل طرف، وهناك قدر من التوافق غير المكتوب لأن التعددية تفعل بهذه الطريقة وتستفيد فئات الشعب اليمني المبدعة وهو شعب مبدع من الناحية الثقافية وفي ممارسته للعمل السياسي، ونضاله في العمل السياسي، وقد دفع ثمناً نتيجة ممارسة العمل السياسي، ومن مارس السياسة ودفع ثمناً غالياً من أجل السياسة يعرف قيمة واجباتها والتزاماتها وضوابطها وما ستحققه من نتائج وها هو شعب اليمن يبرهن لنا على ذلك.



فنحن وكما قلت في البداية نؤكد انها تجربة ملفتة ومميزة وناجحة ومثيرة للاهتمام لدى غيرها من المنطقة العربية، والحقيقة ان اليمن تملك قدرة كبيرة جدا علىالتطوير، ومن أهم مميزات هذه التجربة ان أصحابها قادرون على أن يقولوا نقف هنا وهناك.كذلك استعدادهم الكبير للحوار دون شحن أو عصبية أو إراقة دماء حتى يحققوا النتائج المرجوة...



وأكد بأن ذلك يدل على انفتاح المجتمع فكان هناك حظر على الاحزاب وعلى العمل السياسي حتى سنة 90، هذا الانفتاح السياسي والاجتماعي خلق عدداً كبيراً من الاحزاب وكذلك صحافة حرة ومجتمعاً مختلفاً تماماً عن ذي قبل، وبذلك ذهبت حساسيات كل ما كان متعلقاً بمجتمع قبل الوحدة وبقيت اليمن...

ومن ناحيته قدم الأستاذ مجدي الدقاق رئيس تحرير مجلة الهلال فكرة عن احساس الروح الثقافية الفكرية التي سادت المجتمع اليمني والتي لا يمكن أن تحدث إلا بعد تضحيات ضخمة جداً من الشعب اليمني، تضحيات بدأتها ثورة 14أكتوبر وقبلها ثورة 26 سبتمبر العظيمة، تضحيات كبيرة جداً قدمها الشعب اليمني ليثبت لنفسه وللعالم أنه شعب حضاري مثل ثورة 1955م وتطورت التضحيات وتواصلت حتى أتت إلى مشروع الوحدة العظيم في سنة 1990م...



هذا الشعب العظيم المتجدد القادر على الحداثة بشكل كبير مستمر لا ينسى هذا الشعب الطيب الجميل والعارف بالجميل هذا المعنى المصري الثقافي العسكري والاجتماعي لمصر فيما اختلفت قيادتها السياسية.. مصر عبد الناصر مصر السادات مصر حسني مبارك، فهناك سياسة ثابتة مصرية تجاه دعم الشعب اليمني والقيادة اليمنية...

حضر الندوة عدد غفير من كتاب ورؤساء تحرير الصحف المصرية بالإضافة إلى الدكتورعبد الرحمن البيضاني والدكتور محسن العيني  والأخ عبدالناصر عوضة من مكتب رئاسة الجمهورية، والأخ أمين المدعي رئيس الاتحاد اليمني لكرة اليد، بالإضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي بالسفارة.