اذْكُري يومَ التقَيْنا مَجلسًا نَفَسٌ مازَجَ منِّي نَفَسا أبحرَ اللّيلُ ومِجْدافُ الهوى وعلى مِيناءِ وِجْداني رَسا كُنْتِ أو كُنَّا فُؤادًا ظامئًا نَتَلَوَّى بالأماني غَلَسا نَفِدَ الصَّبْرُ، ولو لم نلتقِ لكَسَرنا دَنَّهُ والأَكْؤُسا وتَساقَيْنا رُضابًا وانْحَنى كلُّ غُصْنٍ لِيَشُمَّ النَّرْجِسا فمتى
إنَّ قلبي لِلهَوى والوَصْلِ حَنّْ أين مِنّي ذلكَ الظَّبْيُ الأَغَنّ؟ المَها لا عَذَّبَ اللهُ المَها كم أذاقَتْني عَذَابًا وشَجَنْ؟ ورَعى اللهُ غَزالًا نافِرًا طَرْفُهُ يَكْتُبُ آدابًا وفَنّْ ما رنا إلّا رماني جَفنُه وكسا عيني سُهادًا وحَزَنْ زَفَراتٌ
يا ويحَ طَرْفِكَ إنْ أهلُ الحِمَى رَقَدُوا وفي عُيونِكَ مِن طُولِ النَّوَى سَهَدُ النَّجْمُ غادَرَ مِنْ أَبْراجِهِ غَلَسًا وأنتَ في سِجْنِ أثوابِ الهَوَى كَمِدُ
رَحِيقُ الثَّغْرِ فِي شَفَتَيْكِ سُكَّرْ وَفِي عَيْنَيْكِ وَالنَّظَراتِ خِنْجَرْ عَلَى خَدَّيْكِ تَنْتَحِرُ القَوَافِي وَمِنْ لَهَبِ الجَوَى اللهُ أَكْبَرْ
سَلُوا شَادِنَ البَحْرينِ عَمَّا جَرَى لِيَا وما ذُقْتُ لَمَّا حَوَّلَ الحُبُّ حَالِيا خُذوا بِدَمي سَاجِي العيونِ فإنَّهُ بِسَهْمِ العُيونِ القَاتِلاتِ رَمَانِيا وَلا ذَاقَ مِمَّا ذُقْتُه ذو صَبَابةٍ ولا سَامحَ اللهُ العُيونَ السَّوَاجِيا تقولُ كَما لَوْ أَنّها
وأراك تركــض مـــــسرعا ................. يا ويح قلبك ما وعـى؟ من أين جئت ؟ وأين كنت؟ ............... وكيف صـــرت مودعا؟