الجمعة“ 29 مارس 2024 - 12:58 م - جرينتش

في حوار لـجريدة الجمهورية اليمنية بمناسبة العيد الوطني الـ 12


الجمهورية العدد (11937)- حاوره : قائد يوسف

21/5/2002م

- تتميز مواقف فخامة الرئيس علي عبد الله صالح تجاه القضايا القومية والعربية والإقليمية بالصدق والصراحة والوضوح.

- كانت القفزات النوعية لتحقيق الوحدة اليمنية هي المهيمن والمسيطر على القرار داخل اليمن .

- أصبح اليمن اليوم قوة فكرية وسياسية واضحة الرؤى والأهداف ويمتلك موقفاً قوياً في توازنات القوى العربية.

- الديمقراطية في اليمن أتاحت للجميع التحصن في منابر سياسية لها كفالة قانونية ودستورية.

- نجحت اليمن نجاحاً رائعاً في قضية آلية انتظام انعقاد القمم العربية بناء على المقترح اليمني حتى تم ولأول مرة تعديل ميثاق جامعة الدول العربية.

- ضعف الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية يعود إلى وجود تشرذم وتجزئة في المواقف العربية.

كثيرة هي المنجزات التي تحققت في اليمن خلال 12 عاماً لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة.... وكثيرة هي المواقف القومية للقيادة السياسية اليمنية وللشعب اليمني تجاه قضايا أمتنا العربية وفي مقدمتها قضية الشعب العربي الفلسطيني وكثيرة أيضاً هي المواقف النبيلة والشجاعة لليمن وزعيمها الأخ الرئيس علي عبد الله صالح إقليمياً وعربياً ودولياً بما يخدم المصالح الوطنية والقومية، وكثيرة هي أيضاً الانعاكسات والأصداء الإيجابية لتلك المواقف ...وفي ظل استقبال الشعب اليمني ومعه كل العرب للعيد الوطني الـ 12 للجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة، ومن خلال تواجدنا في القاهرة أجرينا هذا الحوار الضافي مع الدكتور عبد الولي الشميري مندوب اليمن الدائم لدى جامعة الدول العربية والذي تمحور حول تلك القضايا آنفة الذكر فإلى المحصلة:

دكتور عبد الولي الشميري مندوب اليمن الدائم لدى جامعة الدول العربية نرحب بكم في هذا اللقاء ونود في البداية أن نعرف أهمية قيام الوحدة اليمنية في زمن التشرذم الدولي؟

أولاً أهلاً وسهلاً بالجمهورية في قاهرة المعز وأحب أن أؤكد ما أكده غيري وما أكدته الحقائق التاريخية وهو أن قضية الوحدة في أي أمة من الأمم تمثل عنصراً من أهم عناصر حياتها، سواء كانت هذه الوحدة شاملة كما هي في الجمهورية اليمنية اليوم أم كانت وحدة فيدرالية كما هي في الولايات المتحدة الأمريكية أو كنفدرالية ... كما هي في بلدان شتى.

لكن التاريخ أثبت أن محاولة الرسول صلى الله عليه وسلم إرساء النظام الإسلامي في المدينة المنورة في فجر الدولة الإسلامية بدأ بنقطة الوحدة بين الأوس والخزرج وهما قبيلتان يمنيتان كانتا تسكنان في المدينة المنورة وكانتا في تناحر، فما استتب أمن ولا أرسيت دولة إلا بإصلاح ذات البين بين هاتين القبيلتين وتحقيق وحدة اندماجية بينهما في ظل دولة الإسلام، وبالتالي فإن اليمن كانت تعاني من تمزق وشتات، وكانت جسما مشطوراً بين نظامين سياسيين وجيشين متحاربين واتجاهين شرقي وغربي وجاءت الملكية لتكتفي بجزئين من اليمن وجاءت بريطانيا لتسيطر على جنوب اليمن وهي أهم المناطق تجارياً وجغرافياً واكتفي كل من النظامين بجزء من هذه الأرض ممزق، حتى قيض الله سبحانه وتعالى لليمن قيادة نبيلة مخلصة تنبت الوحدة بمغامرة قوية وشجاعة وبتضحية نادرة وكانت الأمواج عاتية من حول هذه الوحدة وكانت مشاعر الإحباط قائمة والتفاؤل الحذر يسود الساحة، ولكن كانت القفزات النوعية لتحقيق الوحدة اليمنية هي المهيمن والمسيطر على القرار داخل اليمن، فأعاد الله سبحانه وتعالى لليمن وحدته في 22 مايو بتفاهم وود وحب وترحيب بين الشطرين شعباً وقيادة.

وأذكر أني كنت يومها عضواً في مجلس النواب في الشطر الشمالي وانضم إلينا مجلس الشعب الأعلى في المحافظات الجنوبية وأصبحنا مجلساً واحداً والكل كان يحس أنه جسم يلتئم وأنها عافية تسري في البدن رغم ما كانت تحيط به من مخاوف ومخاطر وتحريضات لكن في الأخير جاءت النتيجة إيجابية 100%.

كيف تُقيَّمون التجربة الديمقراطية خلال 12 عاماً من الوحدة؟

الحقيقة أن الجانب الإيجابي في التعددية السياسية في اليمن كان ميئوساً منه في بداية الأمر، لكن اتضح فيما بعد أنه سبيل لابد منه، لأن هناك تطلعات لقطاع كبير من المثقفين في اليمن يريدون المشاركة في الحياة السياسية في اليمن وأن يظهروا على الساحة، فكانت التعددية السياسية عبارة عن منابر جميلة جداً لإتاحة الفرصة للناس أن تتنفس الصعداء وتقول ما تريده وهي تجربة فريدة من نوعها خاصة في الوطن العربي بشكل عام وإن كانت في نظري ديمقراطية متقدمة على أي ديمقراطية داخل الشعوب العربية، فالنسخة المعربة من الديمقراطية الغربية للوطن العربي تعتبر أوضح صورها هي الديمقراطية في اليمن التي أتاحت للأضداد والأصدقاء أن يتحصنوا في منابر سياسية لها كفالة قانونية ودستورية تحميها فاستطاعت فعلاً أن تكفي البلاد شر التآمرات السرية والتربصات والانقلابات والتمزق الفكري والشللي، والوضوح دائماً مريح، فالأحزاب عبارة عن صيغة وضوح لكشف الحقائق عما تحمله هذه الأحزاب والتنظيمات السياسية، لكن سلبياتها في الوطن العربي حتى الآن سلبيات القوة و الضعف، الغنى والفقر، الإشاعات، فتجد أن كل حزب سياسي يمكن يتسلق على كاهل الآخر ليس ببرنامج عمل متميز ولكنه يتسلق على حساب الآخر بشائعات وأكاذيب وتهم مغرضة وربما تصل إلى تلطيخ أعراض الأبرياء وتشويه سمعه الأنقياء، والافتراءات الكاذبة للسباق على مقعد أو إعلان أو اسم، وفي كل هذه توجد انشقاقات بين أبناء القرية والأسرة الواحدة، ومن أجل هذا أهيب بالأحزاب التي أتاحت لهم الديمقراطية حرية القبول والعمل والمعارضة أن يراعوا هذه الأفكار لتكون الأحزاب في المرتبة الثانية بعد الوئام والأخوة والحرص على خواطر الناس، لتأتي المرحلة الثانية الصراع السياسي والفكري.

ولا يكون الهدف هو الصراع، وأن يتغلب على الحب والمودة والإخاء بين أبناء الوطن الواحد وهذه طبعا أبشع وأسوأ صور الديمقراطية في النسخة المعربة للوطن العربي وكثير ممن كنت أعرفهم أحباباً وأهلاً وأقارب أصبحوا الآن كل منهم يكن حقداً وضغينة للآخر بسبب الانتخابات والتنافس على مقعد معين لا يسمن ولا يغنى من جوع، ولكن الصراعات السياسية أوجدت حزازات وفي بعض المناطق سالت دماء، طبعاً الأنظمة لا تتحمل مسؤولية ما يجرى لأنها أتاحت المساحة للناس، ولكن يجب عليهم أن يكونوا على قدر عال من الوعي والمسؤولية.

كيف تقيمون دور اليمن في الجامعة العربية؟

اليمن اليوم في الجامعة العربية يشار إليه بالبنان احتراما وإجلالاً...واليمن لا يتجاهل له رأي أو موقف، ودائما يبادر ويتقدم بالأوراق العملية المتحركة نحو إطار عربي شامل ... اليمن يحرك القضايا العربية.. اليمن اليوم يتبوأ مكانة عالية اليمن مثلاً لم يكن ضمن دول التعاون الخليجي بعضوية كاملة، ولا هو ضمن الاتحاد المغاربي ولا هو من دول الطوق، لكن اليمن لم تتجاهله المجموعة العربية داخل الجامعة لا في لجنة المتابعة والتحرك المكلفة بمتابعة تنفيذ قرارات القمة أو القمم جميعاً، ولا حتى في لجنة المبادرة العربية لتسوية النزاع في الشرق الأوسط فاليمن عضو، في كل اللجان ويطرح دون أن يطلب... واليمن لا يتجاهله أحد سواء على المستوى الأفريقي أو الآسيوي في المجموعة .

فاليمن أصبح قوة لا تبارى قوة فكرية وسياسية، واضح الرؤى والأهداف، وأصبح صاحب موقف قوي في توازن القوى العربية إضافة إلى أن موقعه المتعزز بجهود القيادة السياسة لفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح في الإطار الدولي جعله يكتسب رصيداً قوياً داخل العمل العربي المشترك.

دكتور عبد الولي .. يرى البعض أن الانفراد بالحوار مع إسرائيل ساهم في إضعاف القرار العربي ما رأيكم؟

أنا مع هذا الرأي أولاً ولكن أريد القول أن ضعف الموقف العربي يعود إلى سببين اثنين الأول وجود تشرذم وتجزئة في المواقف العربية فهي عِصِيُّ غليظة وقوية ولكنها مبعثرة يسهل تكسيرها والانفراد بها حتى لا يستطيع أحد أن ينصر أخاه ويقف إلى جانبه، هناك أيضاً سلطان أقوى يرفع العصا في وجوههم جميعاً وهو الولايات المتحدة الأمريكية التي تهدد من تشاء وتعتدي وتعسكر في أرض من شاءت وتدمر اقتصاد أية دولة، ولا يوجد من يقف أمامها ويقول لها لا هذه قرصنة وعدوان ووحشية.

سفك الدماء محرم إلا على الولايات المتحدة، قتل الأطفال بتهمة الإرهاب قضية مباحة لمن تؤازرهم الولايات المتحدة، فهي للأسف بدأت تسلك طريقا انتحاريا في وجه الحقائق التاريخية وتسبح ضد التيار، فمهما كانت قوتها الاقتصادية والعسكرية أو السياسة، لكن القوي عندما يظلم يُطيح به الظلم، والمظلومون دائماً عندما تكثر دماؤهم في كل مكان تتآزر معهم عناية السماء وينتصر الله لهم في الأرض ويبعث الله لهم من ينصرهم من حيث لا يحتسب الظالم.

فالاتحاد السوفيتي من الذي أطاح به ؟ ليس النظام الاقتصادي بل الدموية التي كان يتبعها داخل الشعوب الضعيفة والمغلوبة على أمرها وبسط السلطان بالقوة لإرهاب الآخرين بالدماء والقصف والاغتيالات.

فالله أملى له ثم أخذه أخذ عزيز مقتدر، فالدول العربية لم يكن بينها وبين الولايات المتحدة ثأر أبداً، فهي لم تكن مستعمرة لأي دولة من الدول العربية ولم تنشأ بينهما أي حرب سابقاً، والولايات المتحدة أثناء العدوان الثلاثي على مصر في الخمسينيات كانت مواقفها معتدلة، حتى قرار التقسيم لفلسطين لم تكن الجرأة والوحشية التي نراها اليوم في قاموس الولايات المتحدة ضد العالم العربي، لكن عندما وجدت الانفرادية وابتعد الاتحاد السوفيتي وتفكك استطاعت إسرائيل أن تهيمن على الفكر الأمريكي داخل أروقة البيت الأبيض والمؤسسات الحزبية القوية التي دائما يفرز منها حكم الولايات المتحدة، فأصبحت إسرائيل تقود الولايات المتحدة إلى حملات ظالمة وسفك دماء ..إلى أن تشوه صورتها أمام كل سكان الأرض، فتظهرها بصورة شوهاء إجرامية، طبعاً هذه الصورة تتضاعف سوداويتها في عيون الناس حتى تصير مكروهة من كل الناس.

طبعاً الضعف العربي إزاء القضية الفلسطينية هو أنه يقف أمام قوة البطش الأمريكي، وفي نفس الوقت يعيش في شتات وتشرذم عربي ناسف حتى تقول إنها قبائل وشعوب أعادت إلى الأذهان الأفكار القروية الانعزالية، فكل الناس يقتنع بقطرية معينة ويفرض عليها نظاماً ودولة ويقيم عليها جيشاً ويضايق أبناء جلدته ويرحب بالآخرين.

طبعاً هذه رؤيتي لسبب الضعف.

لكن بالرغم من كل ما ذكرته من انحياز أمريكا لإسرائيل يلجأ العرب في كل مرة إلى أمريكا فلماذا لا يفتح العرب طريقاً إلى موسكو وباريس أو بكين؟

العرب لا يتشبثون بأمريكا ولكن رعباً وخوفاً من بطشها وعدوانها فهي قد أعدت لوحات جاهزة، الإرهاب، حقوق الإنسان، الديكتاتورية، محور الشر،سلاح الدمار الشامل، وأي واحد من الأمم والشعوب العربية جاهز لتعلق له على صدره يافطة من هذه اليافطات لتبرر ضربه وقمعه، والعالم بأسره يتفرج وقد يتحالف معها.

طبعاً الناس يذهبون إلى الولايات المتحدة ليس حباً لها، بل يبغضونها بغضاً شديداً يبغضون مواقفها،دمويتها، رعبها، لكن هي تستوفي ثمن مجدها وقوتها بهذا، لأن الضعف لن يدوم، لكن البحث عن طرف ثالث، أنا لست مع هذه الطريقة فالبحث الواجب هو البحث عن أنفسنا أولاً، ما المانع أن يقوم اتحاد عربي يتوحد فيه العرب جميعا، لا نقول إنه تغيب أنظمة، هذا أمر صعب جداً وقد تدخل المنطقة في دماء ورعب ولا يوجد الآن على وجه البرية العربية لا عمر بن الخطاب ولا صلاح الدين الأيوبي، فالمفترض قيام اتحاد عربي تبقى الأنظمة كما هي داخل الشعوب ويبقى القرار السياسي واحدًا في وزارة واحدة وتبقى العصا القوية وهي القوة العسكرية الرادعة من الأمة العربية تحت قيادة واحداً... وتبقى الأنظمة العربية كاملة تحكم شعوبها في شكل حكومات مستقلة ماليا فقط، تندمج سياسياً وعسكرياً في اتحاد فيدرالي واحد وهذه بمفردها كفيلة أن تعتبر مجرى الأحداث وتوجد لدى الآخرين فهما إنه كلما اشتد الضغط توحد العرب، وفقدت أمريكا مساحة من مساحات الضغط وهذا هو الحل.

لكن بالرغم من كل ذلك نجد العرب متمسكين بمبادرة السلام؟

المبادرة السلمية شماعة الضعفاء وهي عروض تنازلية لإسرائيل وياليت إسرائيل تقبلها أو تقبلها أمريكا، فالقضية أن المبادرة هي نفسها قرار مجلس الأمن وليست جديدة.

هي قرار التقسيم السابق للأرض التي احتلتها إسرائيل سنة 67م هي التي سنطالب بها اليوم ومقابل ذلك نعترف بإسرائيل وأن تقوم دولة على أرض فلسطين ولو لم يكن في المبادرة شيء غير هذا القرار لكفى، والمبادرة هي عبارة عن تذكير بقرار التقسيم، فالمبادرة هي عبارة عن خروج من أزمة نحن غير قادرين أن نوجد لها حلا، وبالتالي لو أن هناك رغبة للولايات المتحدة ومجلس الأمة والمجتمع الدولي أن يوقفوا نزيف الدماء التي تسيل أي يقولون: يا عرب ويا إسرائيل قرار التقسيم هذا نفذوه بالقوة ويطبق بنفس القوة التي طبقنا بها القرارات ضد العراق ..وبالتالي لن تجرؤ إسرائيل والعرب أن يقولوا لا، ولا تحتاج الأمور إلى غير ذلك، لكن المبادرة العربية نحن نعتبرها إقامة للحجة على الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وإسرائيل وإسقاط ذرائعهم، ولنقول نحن العرب الآن نمد أيدينا للسلام.

د. عبد الولي كيف تقيمون مواقف الأخ الرئيس من القضايا القومية العربية خاصة القضية الفلسطينية؟

الأخ الرئيس علي عبد الله صالح ظاهره وباطنه على حد سواء فيه الوضوح والبساطة والصدق فهو إذا آمن بشيء من أعماقه لا يمكن أن يلتوي عليه فهو يصرح به بلسانه ويقف به موقفاً قومياً أو عربياً أو داخلياً، فالأخ الرئيس يتميز بهذه المواقف النبيلة وهذا ما تحتاجه الأمة من الصراحة والوضوح والصدق لكن تقف أمام الرئيس علي عبد الله صالح عقبات كبرى تحول دون تحقيق طموحه للموقف العربي القوي وهو الوضع الاقتصادي في اليمن والوضع الدولي الجاثم على صدر الأمة العربية والإرهاب الإسرائيلي وكذلك الضعف في الموارد الاقتصادية اليمنية فهو يعاني من ضغوط أخرى تؤثر كثيراً على تنفيذ أفكاره، ولو نفذت فهي تحمل الجرأة والصدق والقناعة التي اقتنع بها حتى رجل الشارع والمفكر، لكن سيظل الرأي يمنياً، ولذلك ترى أن بعض الدول تنزعج جداً من صراحته ووضوحه وتصعد الموقف الإعلامي ضده وضد تصريحاته ويتهمونه عليها مرة بالمغامرة والسبق أو بالمزايدات، لكن أنا أعرف الرئيس عن قرب فهو يحمل المشاعر النبيلة والمصداقية لما يؤمن به مما يجعله يتفاني فى ذلك ولا يتردد في أي موقف، فهو يدين الإرهاب الإسرائيلي ويدين انحياز أمريكا إلى جانب إسرائيل، فتجده في القمة العربية كان موقفه موقفا واضحا حتى أثلج صدر الشارع العربي.

ماذا بعد انتظام القمة العربية في رأيك ؟

اليمن نجحت نجاحاً رائعاً في قضية آلية انعقاد القمة، واستطاعت أن توجد هذه الآلية بمقترح يمني بحت، ولأول مرة يتم تعديل ميثاق جامعة الدول العربية بناء على المقترح اليمني، وبفضل المبادرة اليمنية أصبح الآن العرب يلتقون مرة كل عام وهذه تضاف إلى الرصيد الكبير لليمن وأن اليمن تمثل ريادة وسبق في أنها قادرة بإذن الله سبحانه وتعالى أن تبتكر الأفكار التي توصل الأمة إلى بر الأمان في مواقف عربية موحدة.

دكتور عبد الولي ذكرتم فيما سبق ضرورة قيام وحدة سياسية وعسكرية عربية لكن الجانب الاقتصادي لا يقل أهمية، كيف تنظرون إلى مسألة التكامل الاقتصادي العربي؟

أعتقد أن الجانب الاقتصادي لا يحتاج إلى كلام، يعني عيب على العربي أن يفرض أمام بيته نقطة تفرض رسوماً على أخيه وتضعف الصناعة الوطنية وأشن الحملة على المنهمكين على الاستيراد للكماليات من دول معادية للعرب والمسلمين، والوحدة العسكرية السياسية هذه تأتي ثمرة من ثمرات التوحد الاقتصادي وقد أوشكت على إيجاد السوق العربية المشتركة ومنطقة التجارة الحرة، فقد وقعنا في مجلس الوحدة العربية الاقتصادية ومع الأخ الأمين العام الشهر الماضي اتفاقية منطقة السوق العربية المشتركة والسوق الحرة وعدم الازدواج الضريبي، ولكن ستأتي بالتدريج وخلال 5 سنوات من الآن ستكون قد انقشعت تماماً الرسوم الضريبية والجمركية وصارت المنطقة العربية كلها منطقة حرة واحدة، وعما قريب سترون جدوى ذلك.

وما جدوى تلك الاتفاقيات على اليمن؟

إذا نشطت الصناعة اليمنية فجدواها على اليمن كبيرة أما إذا بقيت مستوردة فقط فهي تعتبر كارثة على موازنة الدولة ولكن بالمقابل نتعشم من القطاع الخاص اليمني أن يندفع بقوة نحو الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي بحيث يستطيع أن ينافس في ظل المنافسة القوية في الأسواق العربية.

واليمن سوق استهلاكي صغير مقارنة بكثير من دول العالم العربي وبالتالي فالوحدة الاقتصادية يومها قريب جدا ويمكن بعد 7 سنوات على الأكثر سوف تزول أي عوائق جمركية أو ازدواج ضريبي بين الدول العربية، وهذا ما نحن سائرون عليه إن شاء الله.

د. عبد الولي الشميري ما هي الكلمة التي تود أن تقولها في نهاية هذا الحوار؟

أولاً أحب أن أشكركم على هذا اللقاء وأحملكم إلى اليمن الحبيب تهانينا وتبريكاتنا في الذكرى الـ 12 لإعادة الوحدة اليمنية وأقول لليمن واليمانيين: إن اليمن أصبح والحمد لله يتبوأ مكانة مرموقة في ظل العمل العربي المشترك، وأدعو الجميع للالتفاف حول قائد الوحدة وربان السفينة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية.

أضف تعليق