- بُروقُ الشَّوْقِ أَمْ وَهْجُ المَشَاعِرْ
- يَلُوحُ عَلى جَبِينكَ بِالبَشَائِرْ
- تَقولُ وَقَدْ بَكَتْ جَزَعًا غَيُورٌ
- وَأَدْمُعُها مُجَرَّدَةٌ خَنَاجِرْ
- أرَاكَ مُوَلَّهًا جَذْلًا مُعَنَّى
- وَدَمْعُ العَيْنِ فِي الخَدَّينِ ظاهِرْ
- أَتَعْشَقُ؟ مَنْ سِوايَ سَبَتْكَ حُبًّا؟
- فَإِنِّي لَسْتُ أقبَلُ بالضَّرائِرْ
- فَحُطَّ الرَّحْلَ! لا سَفَرًا قَريبًا
- وَأُقسِمُ لا أراكَ لَهَا مُسَافِرْ
- عَرَفْتُ الحُبَّ في عَيْنَيْكَ لَهْوًا
- لأنَّكَ شَاعِرٌ والحُبُّ شَاعِرْ
- وإلَّا قُلتَ مَنْ هي؟ واعترفْ لِي
- فإنَّ القلبَ للمَحْبُوبِ غَافِرْ
- أَجَبْتُ: نَعَمْ أُحِبُّ، وذا اعترافِي
- وَفَاتِنتي لها فَتَكَاتُ سَاحِرْ
- تَفَانَى العاشِقونَ عَلَى هَوَاها
- وساقوا مَهْرَها مِليونَ ثَائِرْ
- وَأَهْلُوها الأَشَاوِسُ كَرَّمُوها
- لِتَغْدو اليَوْمَ سَيِّدَةَ الحَرائِرْ
- فَقَالتْ: (هَا) عَرَفْتُ هَواكَ حقًّا
- فأنْتَ إِذًا حَبِيبتُكَ الجَزَائِرْ
- نَعَمْ أَهوْى الجزائرَ مِثْلَ حُبِّي
- لأرِضِ الجَنَّتَيْنِ ولِلمعافِر
- دَعِينِي أَلْثِمِ الأَوْرَاسَ حُبًّا
- وَأرشِفُ مِن طَهارتِها المَسَاكِرْ
- دَعيني اليَومَ أَسْجُدُ فِي ثَرَاها
- تُرابٍ مثلَ ماءِ السُّحْبِ طَاهِرْ
- تُقَبِّلهُ الكَرامَةُ كُلَّ يَوْمٍ
- ومِنْ جَسَدِ الضِّياءِ لَهُ مَنَائِرْ
- رَأَيْتُ الشَّمْسَ تُشْرِقُ في يَدَيْهِ
- وَتَسْجُدُ في القبائلِ والعَشائرْ
- وجِئْتُ اليَوْمَ مِنْ سَبَإٍ يَقِينًا
- بِأَنْبَاءِ الأوائلِ والأَواخِرْ
- بِلادُ أَرُومَةٍ وَسَماءُ مَجْدٍ
- وَمَوْئِلُ فَاتِحٍ وَعَرِينُ ظافِرْ
- وماذا عَنْ حَنِينِكَ لِلغَوانِي
- وللغَاداتِ رَبَّاتِ الضَّفَائِرْ؟
- فقلتُ لها: زَمَانُ اللَّهْوِ وَلَّى
- وَذَا زَمَنُ الرُّجُوعِ إلى الدَّفَاتِرْ
- كَبُرْنَا، لَمْ يَعُدْ فِي القلبِ إلَّا
- جِراحاتٌ وَتأنِيبُ الضَّمائِرْ
- وَأَحْزَانُ العُروبَةِ جاثِمَاتٌ
- عَلَى بَسَماتِنا، فمَتَى تُغَادِرْ؟
- مَتَى تَتَعانَقُ الأقطارُ لُقْيَا؟
- مَتَى يُمْحَى الفِرَاقُ، مَتَى يُهاجِرْ؟
- تُمَزِّقْنَا مَطَامِعُ كلِّ وغدٍ
- جَهُولٍ مستبدِّ الطَّبعِ فاجرْ
المعافر: هي بلدة الحجرية في محافظة تعز من اليمن، ذات تاريخ عريق وتنسب إلى معافر بن يعفر وينتهي إلى حمير.