السبت“ 27 أبريل 2024 - 04:54 ص - جرينتش

شروخ في جدار الوطن (6)..


بقلم/ د. عبد الولي الشميري 
الإثنين 22 أكتوبر-تشرين الأول 2012م

قضية للحوار.. 
القرارات المطلوبة لتصحيح المسار 
 بين حلقة وحلقة وأسبوع وأسبوع تتجدد الأحزان، وكل يوم تستجد الظروف الأكثر صعوبة من سابقاتها، تنطوي الأيام كسرعة الريح، وتقترب ساعات الحسم للاستحقاقات الحتمية لترتيب أوضاع اليمن الجريح، والجماهير الثورية تشرئب أعناقها للجديد المفيد لدى الرئيس هادي ورعاة المبادرة الخليجية التي نقلت السلطة من رئيس إلى رئيس، فالاستحقاقات المطلوبة قد تباطأت عما يجب، خاصة وأن الجميع قد آمن بأن الاستحقاق الثوري، لم تعد فرص الالتفاف عليه ممكنة، وأن البطء والتروي يزيد الشروخ في جسد الوطن اتساعاً، سواء في الحياة السياسية أوالاقتصادية أوالاجتماعية، فهناك استحقاق ثوري، واستحقاق سيادي، واستحقاق أمني واستحقاق اقتصادي، كلها استحقاقات ملحة وفورية، وكلما مر يوم وأسبوع وشهر دون جديد؛ تستفحل الأزمات، وتتوالد التوترات، لتلد شروخاً أخرى، وما الذي يمنع الرئيس هادي وهو يتمتع بدعم إقليمي ودولي وشعبي أن لا يستفيد من هذا المناخ الداعم، لتسريع معالجة الشروخ الغائرة، في الشمال وفي الجنوب، وفي الشرق والغرب، فاليمن بملايينه الخمسة والعشرين يستحق الأولوية الحتمية بقدر ما يستحقه ملف سحق تنظيم القاعدة. وهو واحد من الملفات الملتهبة الخطرة، وكل الملفات المفتوحة تشكل صداعاً في رأس اليمن. 

لقد آمن العالم والزعماء أن الجيوش والسلاح والقوة لم تعد هي التي تقرر من يجلس على كرسي الحكم ويسكن في القصر، كما كان في سالف الأيام، وإن قوة الحفاة العراة من المواطنين العزل هي الأقوى من كل الجيوش، وذلك بفضل حماقة الزعماء الذين ساعدوا جماهير الشعوب بقوة الضغط في تفجير ثورات الربيع العربي، ثم بعنجهية الغباء ساعدوا الجماهير على كسر حاجز الخوف، وساعدوهم على فرض التغيير بقوة رد الفعل الغاضب من الاستبداد والتهميش والظلم. 
ومن هنا تأتي فرضية البدء الفوري، بمعالجة الملفات الملتهبة على طول الساحة اليمنية شمالاً وجنوباً. والتي يجب أن تنال أولوية في قوة القرار، وأولوية في مصداقية الحوار، ومواكبة لإرادة الشعب القادرعلى تنفيذ إرادته؛ بقوة الحشد الجماهيري الذي زلزل العروش، وهزم الجيوش، بعد قوة الله. 
 ورحم الله الشاعر الثائر أبو القاسم الشابي: 
إذا الشعب يوماً أراد الحياة    
  فلابد أن يستجيب القدر 
ولابد لليل أن ينجلي          
  ولابد للقيد أن ينكسر 

فلولا إرادة الشعب وتحرك الجماهير، لما جاءت مبادرة خليجية، ولا آليتها المزمنة، ولا وقع الموقعون، ولما صدرت قرارات مجلس الأمن. وإذا كانت مراكز القوى في اليمن هي التي يجب استرضاؤها فلن تصل البلاد لأي حل، ولن ترى النور إطلاقاً؛ لأن مصالح مراكز القوى متقاطعة تماماً مع المصلحة العليا لليمن، ومع ما قامت الثورة الشعبية السلمية من أجله، وليس أمام الرئيس هادي وهو يدرس التوازنات بين القوى، إلا أن يضع الشعب وجماهيره الغفيرة في كفة، ويضع مراكز القوى الشخصية والحزبية والعائلية في كفة أخرى. 
وعلى الدول التي تدير اللعبة من خلال الضوء الأخضر والأحمر أن تعلم أن الطرف الذي يجب أن يعطى اهتماماً أكبر هو الأغلبية الساحقة من الشعب، كما يجب التسليم القطعي بحقيقة لا تقبل الجدل أن الأحزاب السياسية على كثرة أسمائها، لا تستطيع الادعاء بالوصاية الكاملة على الأغلبية الجماهيرية سواء منها الصامته أوالناطقة. 
وعلى الرئيس هادي ومن يقفون خلفة داعمين له من الداخل والخارج أن يضعوا في اعتبارهم خيار استرضاء الشعب أولاً، على حساب أي كان، ويخطئ من يعتقد أن قوة معينة أو تكتلاً معيناً يستطيع الاعتقاد بأن الشعب أصابه الملل من الانتظار، أو أن يعيده إلى البيوت إذا خرج. 
لقد كانت هذه الغلطة القاتلة للنظام السابق عندما أضاع الوقت في المناكفات الخطابية والسبابية، مع أحزاب اللقاء المشترك، وكأنهم أولياء أمور كافة الجماهير. وعندما خرج الشعب وتدفقت سيول المتظاهرين العزل للشوارع لم يقبل التجاوب المباشر والتعاطي مع المطالب بجدية، واستمر يناكف الأحزاب السياسية والكتل الحزبية وظن خاطئاً أن المجتمع اليمني قد أصبح جمهوراً حزبياً، وكأنه في الولايات الأمريكية أو في دولة من دول الاتحاد الأوروبي، لقد خرج إلى الميادين في كل مدن اليمن متظاهرون سلميون، لا ناقة لهم ولا جمل في الأحزاب السياسية، بل كافرون بالأحزاب السياسية أكثر من كفرهم برأس النظام السابق. 
وتجاهل أن الذي أخرجهم للميادين هو: الجوع، وأخرجهم الشعور بالظلم، وأخرجهم عدم العدل، وأخرجهم غياب الدولة، وغياب القانون، وغياب الأمن، وغياب فرص العمل، وانعدام الحرية السياسية، والفكرية، وتسلط الشلل والأقارب على رقاب الأمة، إن على الرئيس هادي أن لا يضيع الوقت في استرضاء أي كان غير الشعب، فلن يقدر أي مركز من مراكز القوى الإطاحة بالرئيس ولا أي غاضب كان سوى الله ثم جماهير الشعب. 
وإذا العناية لا حظتك عيونها  
  نم، فالمخاوف كلهن أمانُ 

فالأجندات التي تشذ عن إرادة أغلبية الشعب فاشلة لا محالة، ومضيعة للوقت، وكل الزعماء المتمترسين وراء مجاميع مسلحة، أو وحدات عسكرية محدودة الوعي بالواجب نحو الوطن، أو على نفعيين من المرتزقة، أوالوصوليين المهرجين، الذين يعملون على التخريب، وإحباط المرحلة وتفشيل الفترة الانتقالية، كائنين من كانوا؛ سوف يتساقطون، إذا استمروا في السباحة عكس التيار، وعليهم الاعتبار بمن سبقهم بنفس الأسلوب، في كثير من الدول، مثل أحمد الجلبي في العراق، وفارح عيديد في الصومال، وأحمد شاه مسعود في أفغانستان. إلخ والمسألة مسألة وقت لا غير. طوبى لمن اعتبر. 
قرار الرئيس هادي بإلغاء كلمة فخامة، بعد أن رأينا مصارع أصحاب الفخامة؛ في كثير من الوطن العربي كان موفقاً، لكن كان الأولى أن يسبق هذا القرار قرارات أهم وينتظرها الشعب باختلاف فئاته، وتنوع طبقاته، وهي قرارات تصب في اتجاه تصحيح المسار، وتلبي مطالب الشعب في الشمال وفي الجنوب، وتؤكد صدق وجدية الرئيس والدول الراعية للمبادرة، ونجاح مطالب الثورة. 

أما بعد: 
إن أهم ما ينتظره اليمن أرضاً وإنساناً اليوم من الرئيس هادي هو: ثمانية قرارات: 
قرار بدمج الجيش المشطر المنقسم، بإلغاء مسمى الحرس الجمهوري، والفرقة الأولى مدرع، وضم كافة الألوية لوزارة الدفاع، والمناطق العسكرية. وهذا القرار أهم خطوة لسيادة الدولة وانتماء الجيش للوطن، وتحييد الأطراف من السيطرة عليه وامتلاك ولائه، ليتفرغ لمهمته الأساسية: حماية البلاد من الأخطار، وطلب الأطراف الدولية والخليجية، الراعية للمبادرة وأصحاب الطائرات بدون طيار وهيئات مكافحة غسيل الأموال، ولجان العدالة الانتقالية: ومجلس الأمن التحرك الفوري لدعم تنفيذ القرارات، ومواجهة أي طرف قد يرفض أو يتمرد أو يلتف على تنفيذه، وسيضغط الشعب بجماهيره للتأييد، وستكون الخطوة الجادة التي تشجع كافة الأطراف في الشمال وفي الجنوب للدخول في حوار جاد وحقيقي. 
قرار بإعادة تسمية ألوية الجيش وتشكيلاته وهيكلته إلى جيوش: 
قوات برية، من مشاة ومدرعات، ومدفعية، وصواريخ، وكافة القوات والأسلحة المتخصصة بالقتال والدعم البري. وأماكن تمركز معسكراتها في الحدود، وفي الثغور البعيدة عن المدن الآهلة بالسكان. وبما لا يقل عن 200 (كم) عن المدن والسكان المدنيين. وتحرير الجبال المطلة على المدن، والشوارع من تواجد المدافع والصواريخ طالما زال السبب. وزالت الحاجة لتمركزه بجوار البيوت، وتحويل المرتفعات المطلة على المدن لمتنزهات سياحية. 
قوات بحرية وهي كافة القوات المتخصصة قتالياً في البحر أو بيئة مشابهة، ومقر معسكراتها قرب البحار وعبرها وفي الجزر البحرية اليمنية بعيداً عن منازل السكان. 
قوات جوية ومقر تواجدها في مطارات حربية وحظائر مزودة بمدرجات لا تلتحم بالمدنيين ولا بالطيران المدني. ولا تستعرض بالأصوات المزعجة فوق المدن بالليل والناس نيام، كما كان معروفاً لاستعراض العضلات وكون مهمتها غالباً السياج الحدودي بحراً وبراً. فيجب إقصاؤها عن المدن الرئيسة بمسافة لا تقل عن 200 (كم) حتى لا تتحول إلى عصابات سطو على الأراضي كما حدث في الحديدة، وصنعاء، وعدن. 
قرار بإخلاء كافة المعسكرات، والأنفاق، والخنادق التي تمتلئ بوسائل الموت، من حول العاصمة صنعاء وعدن، وتعز، والحديدة، وكافة المدن الرئيسة، وتحويلها إلى مدن طبية أو حدائق عامة. 
قرار بنقل معسكر قوات الأمن المركزي في العاصمة من داخل الأحياء السكنية في العاصمة صنعاء، وعدن، وتعز، والحديده وغيرها من المدن ونقل معسكراته إلى معسكرات القوات الخاصة بالقرب من المدن. وضم القوات الخاصة للوحدات القتالية التابعة لوزراة الدفاع، وإعادة تموضعها ضمن الجيوش الأخرى. 

قرار بدعوة الزعماء التاريخيين للعودة إلى الوطن، وفي مقدمتهم الرئيس علي ناصر محمد، والرئيس علي سالم البيض، والرئيس حيدر العطاس، وكافة السياسيين، وأقطاب المعارضة المهجرين، واللاجئين، والكوادر المؤهلة في المهجر، من ضباط وأكاديميين، وكتاب وصحافيين وسياسيين، في دول شتى من العالم حيثما كانوا، لعودة من لم يعد منهم إلى الوطن، واستيعاب قدراتهم ومواهبهم في الحوار وهيكلة الدولة، وتصحيح المسار، وفق ميثاق شرف أخوي من أجل أمن وإسعاد الوطن، وممن أتذكر: عبدالله عبدالمجيد الأصنج، وشعفل عمرعلي، وعبدالرقيب منصورعلي، وعبدالله سلام الحكيمي، والفريق هيثم قاسم، ويحيى بدر الدين الحوثي، وصالح عبيد أحمد، ومحمد علي القيرحي، وأحمد عبدالله الفضلي، واسكندر شاهر، ومنير الماوري، وصالح شايف، وإسماعيل المتوكل، وعبده علي النقيب، ولطفي شطارة، والدكتورمحمود العزاني، وقاسم دنبوع، وعمر كرامة، ومن لم أذكرهم كثيرين، كما يجب سرعة ترتيب أوضاعهم والاستعداد لحاجاتهم السكنية، والمادية، والخدمية، فهم: أصحاب حقوق وتأثير، وخبرات، وأقلام، وأفكار، وأصوات، يجب أن لا تهدر وتوظف من أجل بناء الوطن، وإشراكهم في كافة حوارات وحلول قضايا الوطن، وتشكيل لجنة وطنية لحلحلة المشكلة الجنائية في قضية الحجرية وعبدالله عبدالعالم، حتى لا تكرر كارثة مثل ما حدث في قتل: عبدالرقيب القرشي قائد الشرطة العسكرية الأسبق بعد عودته من دمشق إلى صنعاء. 
قرار بتشكيل لجان وطنية جادة ومحايدة من أهل التجرد والحياد المؤثرين من أهل الحل والعقد المحبين للصلح - غير المنحازين - لإعادة الحب والمودة إلى كافة أبناء اليمن، بالقيام بالتصالح والتسامح والتصافي، وإغلاق كافة ملفات العداوات والكراهية، والثارات، بين كافة الأطراف، في الشمال وفي الجنوب سواء منها آثار الحروب الدامية بين أبناء الجنوب فيما بينهم، وبين أبناء الشمال فيما بينهم، وبين الشمال والجنوب، وتسوية حقوق من لهم حق، وتعويض آل باشراحيل عما لحق بهم من ظلم، وقهر، وخسائر مادية، جراء مصادرة جريدة (الأيام)، وإلغاء قرار الرئيس السابق بمنع صدورها, وإنهاء كافة المظالم. وإعادة أملاك من صودرت بيوتهم وأملاكهم، أوتعويضهم تعويضاً عادلاً، واستيعاب كافة قيادات وكوادر اليمن استيعاباً لائقاً ليس للدعاية والتمظهر، ليجعلهم أحباباً وإخوة.والإفادة من جميعهم كلاً في مجال قدراته، وطمس معالم النعرات، العصبية، والجاهلية، والقبلية، والمناطقية، والعرقية، والفئوية. 

قرار بإعادة النظر في كافة أوامر صرف أراضي الدولة خاصة التي تزيد مساحتها عن مساحة منزل للسكن الشخصي، ولأي كان خلال سنوات الفساد والعبث، والاسترضاء، وردع كل من استولوا على أراضي أو مبان من ممتلكات المواطنين أومن ممتلكات الدولة، وإلغاء أوامر صرف تلك المساحات الهائلة من أراضي الدولة، في كافة المحافظات، وتخطيطها وتهيئتها للاستثمارات الجادة، في مشاريع استراتيجية. 
قرار بتشكيل فريق قوي ومتخصص لفحص ومطابقة سجلات ووثائق وعقود الهيئة العامة لأراضي وعقارات الدولة، وفروعها في المحافظات، والمطابقة، بين الواقع، والسجلات، والعقود. 
وهنا سيشعر الجميع بمرحلة جادة، وجديدة، وسيدرك الطامعون في استمرار اليمن في النفق المظلم أن سفينة المستقبل قد أقلعت من رصيف المحن والفتن. 
هناك سيسهل جداً التلاحم الكامل لإنهاء فوضى القتل الغادر، سواء من القاعدة أو من القاعدين. وهناك سيشعر الذين يحملون السلاح في الجنوب والشمال بوجوب تنفيذ قرار وضع السلاح ومنع السلاح. 
هناك ستتلاقح عقول المتحاورين ليمن متحضر ومتقدم في فيدرالية عدد أقاليم تدير نفسها بنفسها، تحت سيادة واحدة، أو ما يختاره الله وأغلبية الشعب، ولا يشعر إقليم بظلم من إقليم آخر ولا قبيلة من قبيلة، ولا حزب من حزب. 

بهذا سيدخل الرئيس هادي تأريخ اليمن الحديث كربان أنقذ السفينة من الغرق، وعبر باليمن إلى مستقبل مشرق سعيد. ولا خوف ولا قلق من الاحتمالات التخوفية، والتقسيط الممل في مواجهة القضايا الكبرى، فالتباطؤ يزيد الطامعين طمعاً، والعابثين عبثاً، ولا قدرة لأي كان اليوم أن ينتزع من الرئيس هادي كرسيه؛ فالذين لم يسبق لهم دخول القصر لن يقتربوا منه، ولن يستطيعوا إلا عبر صناديق الاقتراع، أما الذين كانوا داخل القصر وخرجوا منه لن يستطيعوا العودة إليه - ولو أنفقوا ما أنفقوا (فسينفقونها، ثم تكون عليهم حسرة، ثم يغلبون). فمهما بلغ العطاء للمرتزقة ومهما أعطوا، فلن تكون بحجم الأموال التي أنفقت في حروب الملكية المتوكلية ضد الجمهورية من 1962 - 1970م، لإعادة محمد البدر بن الإمام أحمد إلى القصر، ومع ذلك لم يعد. ولن تكون أكثر من ثروة الرئيس صدام حسين، التي بددها وختم نضاله بالشنق، وتخلى عنه أنصاره والمرتزقة عندما احمرت الحدق، وتركوه لخصومه. وليست أكثر من أموال ليبيا التي أنفقها العقيد القذافي ثم سلخ بشناعة مزرية، كما شاهد الناس جميعاً، وهاهم أبناؤه إما سجناء أو مقتولون. فما أغنت عنهم شيئاً، ولكن الذين يعتبرون ويستفيدون من العبر قليلون. ومن لن يأخذ العبرة فسيذرف العبرة، وإن المبالغة في المخاوف لدى الرئيس هادي هي التي تولد البطء، والتخاذل. وعلى الرئيس أن يتذكر أنه مادامت في اليمن محنة بقايا تنظيم القاعدة، فستظل مدعوماً من كافة الدول الإقليمية والكبرى على لي ذراع كل من يعيق المسيرة، ولأن الموقع الجغرافي لليمن يعتبر بمثابة الحديقة الخلفية لدول النفط ومصادر الطاقة للغرب، فاغتنم هاتين الميزتين وتوجه للحسم، ولا يتلف الوقت من يدك: 
إذا هبت رياحك فاغتنمها ... فعقبى كل خافقة سكون.
shemiry@shemiry.com