الجمعة“ 26 أبريل 2024 - 07:54 م - جرينتش

من لندن حكايات أدبية


 من لندن حكايات أدبية 

  في قلب لندن وفي شارع (بترتون)Betterton الأقرب لميدان الملكة فيكتوريا، يوجد مقهى الشعر الذي ترتاده نخبة متميزة من الشعراء والمبدعات من جنسيات ولغات عديدة وللأسف إلا من أدب العرب ولغتهم العربية، كانت ليلة مثيرة للغاية عندما اختارتني لجنة التحكيم (الشاعر البريطاني من أصول جوميكن السيد(كنجزلي) Kingsleyوالشاعر البريطاني من اصول تركية السيد ( جون دايفد) John David الذان يظهران معي في الصورة للمشاركة في الحكم على كتابين جديدين مرشحين لجائزة الحي، صدرا في نفس الشهر، أما الاول في الشعر العاطفي الروحاني للكاتبة الشابة التركية البريطانية (رومية آقيول) Romia Aaquol التي توفقت في اختار اسم جاذب للكتاب (سرقت قلبي) You stole my heart

والكتاب الثاني للكاتبة البرتغالية بنجلاديشية الأب ( روزا بيتا) Rosé pita

 

لكتاب الأول المعني بالشعر الروحاني البليغ بعنوان (سرقت قلبي) للأديبة التركية (رومية آقيول) وقد فاز بجائزة التحكيم التي قدمتها مجموعة تجارية في شارع ريجنت وصاحبها من المهتمين بإعلان جوائزهم ، كانت النصوص في هذا الكتاب تركز على شعر الروحانيات التصوفية عربي وإسلامي مترجم إلى الإنكليزية ومعظمها للشاعر المصري( ابن الفارض )وبعض نص للشاعر اليمني (عبد الرحيم البرعي) ونص للشاعر الإيراني (سعدي الشيرازي) ونص للشاعر الباكستاني الهندي محمد إقبال، ونص للشاعر التركي (غازي طه) طبعا قلت في كلمتي إن هذه الأديبة تمثل ربانية وروحانية لقيم أمة أنتمي إليها، وهي أمة الذوق التعبيري الفصيح، والقيم العليا التي جاءت بها الرسالات السماوية، في الشرق الأوسط الذي نراه اليوم من أشقى بلدان العالم، وليس في مفردات اللغات غير العربية ما يحمل القدرة على الترجمة الكاملة للمفردة الشعرية العربية، وكانت لجنة التحكيم أشد إعجابا مني بموضوع هذا الكتاب بالرغم أن الكاتبة لم تتناول فيه أكثر من ستة نصوص بترجمه رقيقة لا يتسع الحديث عنها هنا، وقد نالت الآنسة (آقيول) الفوز بالجائزة كاملة،

أما الكاتبة (روزا بيتا) فقد كان كتابها بعنوان( المغامر الجرئ فقط) only the brave and bold رواية سمتها أدبية صدمتنا وصدمت كل ذي ذوق سليم بكثرة السرقات، وتناثر الفكرة، وركاكة الترابط، وغطتها بألفاظ أوردتها لا ينبغي أن تقال إلا في غرف نوم الكبار وبالرغم من أن عنوان كتابها جاذب ومشوق وهو عنوان شبة مسروق من مسلسل كرتوني للأطفال، لكنها كرست سياق الرواية لغرائز جسدية وصفية هابطة، استنكرها معظم الحاضرين والحاضرات، حتى أني شعرت بحرج شديد عندما رفعت صوتها وأجهشت بالبكاء لإعلاني عدم اعتبار كتابها من كتب الأدب والصورة توضح وضع المؤلفتين عند إعلان الحكم، ولكن الدكتور (كنجزلي) علماني لاديني، صارحها بصرامة حين قال لها هذا الكتاب حكاية هابطة اذهبي وناقشيها في حي ( sohoسوهو) القريب وما أدراك ما سوهو!!! وليس في قاعة ثقافية، وهنا تذكرت عناد بعض أمثاله من أبناء العروبة كيف يتعصبون لمثل هذا النوع وكأنها رسالتهم في الحياة، وأدهشني انحياز الرجل العلماني إلى الذوق والأدب الراقي، فتذكرت وقار صديقي المرحوم (محمود أمين العالم) في مصر الذي كان التزامه بأدبه أكبر من أيدلوجيته.
الجديد بالذكر أن الآنسة آقيول طلبت تأجيل الحكم على كتابها حتى ترتدي ملابس الصلاة وتؤدي صلاة العشاء في ردهة مجاورة، ومما أحزنني أن رايت غيابا تاما لكتب الأدب العربي والثقافة العربية، ومترجماتها. في المكتبة التي تبيع الكتب وتؤجرها وتعيرها، الجدير بالذكر أن الباحثة التركية (آن صوفي) كانت حكبمدار منظومة اللغات والتحرير الثقافي. وهي شديدة الصلة بجامعة حلب السورية.