الخميس“ 28 مارس 2024 - 10:29 ص - جرينتش

من أعلام الاغتراب اليمني


من أعلام الاغتراب اليمني

 

عن وزارة شئون المغتربين اليمنية وبمناسبة انعقاد المؤتمر العام الثاني للمغتربين اليمنيين أصدرت الوزارة عددًا من الكتب والمجلات منها كتاب ""من أعلام الاغتراب اليمني"" للسفير د. عبد الولي الشميري.. الكتاب يحتوي تراجم لما يقارب خمسين علمًا من أعلام الاغتراب اليمني في المهجر.. قدم للكتاب الأستاذ عبده علي قباطي وزير شئون المغتربين.. ويقع الكتاب في 132 صفحة. وعلى نفس الصعيد صدر عن الوزارة ذاتها عدد خاص من مجلة الوطن الشهرية لسان حال المغتربين اليمنيين وحلقة الوصل بينه وبين وطنه وجاء هذا العدد متزامنًا مع مؤتمر المغتربين وما يميز هذا العدد أن صدر معه مجلة ""المغترب الصغير"" والذي ظهر بشكل ومضمون لا يقل أهمية عن المجلة الأم وحمل في طياته العديد من المواضيع الهامة. مقدمة لكتاب( من أعلام الاغتراب اليمني) يا من يعزُّ علينا أنْ نفارقهم ****** وجداننا كـل شيءٍ بعــدكم عـدمُ المغتربون أمانة الله في بره وبحره، المستجيبون لأمره سبحانه وتعالى"" فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور"" . سورة الملك ـ آية 15. واليمن مهد الانطلاقة الكبرى للهجرة البشرية عبر القرون، فمنهم الفاتحون في صدر الإسلام، ومنهم بناة الحضارات الإنسانية في الشام، والعراق، والمغرب، وبلاد الأندلس ، وهم الفاتحون بالدعوة، وحسن الخلق، ومكارم الشيم والقيم، لبلدان شرق آسيا. فكل رحّالة للتجارة كان يحمل في قلبه نورا، وفي لسانه صدقا وعدلا، فاستمالوا الوثنيين في أندونيسيا، وماليزيا، وسنغافورا، والهند، والفلبين، وتايلند. حتى أسلم على أيديهم ملوك وشعوب دون صارم ولا سنان. ويكفي أولئك المغتربين فخرا وفضلا أن الحكومات التي تدير شئون الدول اليوم في أندونيسيا، وماليزيا لا تخلو من عدد من الوزراء من أصول الجاليات اليمنية. كما أن بلاد أفريقيا تدين بولاء للمغترب اليمني، الذي جاء باحثاً عن مصدر عيش كريم، يعمل ساعده للحصول على رزقه، وبلغ ما ذهب من أجله ثم دعا لثقافته، ودينه، وقيمه، بنبل أخلاقه واستقامة سلوكه، حتى أصبح أصلا من أصول المجتمعات، ومفتيا وحاكما وملكا، واسألوا جزر ( القمُر) التي أسس دولتها وبنى نظامها ونظم شعبها مغترب يمني كان قد هاجر إليها لطلب الرزق حتى أصبح حاكما للبلاد، واستنبئوا الترجمة الشخصية لمحمد بن شيخ بن المنصب بن أبي بكر اليمني سنة 1390هـ - 1970 م الذي كان ابنا لأحد المغتربين اليمنيين، ثم أصبح الرئيس الأول لجزر ( القُمر) عندما منحت الحكم الذاتي رحمه الله تعالي. وفي القرن الماضي الذي اكتظ بالحروب والأحلاف، وصارت المخاطر تغشى البر والبحر خاصة مع نشوب الحربين العالميتين اللتين أشعلتا المصانع والسفن والمناجم والموانئ بالنيران. نجد أن المغتربين اليمنيين كانوا شركاء المقاتلين من كلا الجانبين: دول الحلفاء، ودول المحور، لأنهم كانوا عمال المناجم، وملاحي السفن، ومشغلي المصانع فلم تروعهم الحرب، ولا براكين اللهب، فذهب منهم آلاف في ركب الشهداء في البر والبحر، شهداء غربة وبحار، ولمن لا يعلم أن يعلم أن نصباً تذكاريا لشهداء الحرب العالمية الثانية من اليمن ارتفع شامخا في مدينة ( ليفربول) في إحدى المهاجر البريطانية، اعترافا بدورهم البطولي، وشجاعتهم النادرة، وعلى ذلك النصب أسماء عدد من شهداء الاغتراب اليمني. ومن أعلام الاغتراب اليمني أعلام شامخة لا تزال على قيد الحياة تبني وتناضل وتشيد، حتى عرفت أنها صاحبة النهضة الحضارية، وصاحبة الأبراج الشامخة، والمصانع العملاقة في بلاد السعودية الشقيقة، ودول مجلس التعاون الخليجي، وهم المعقودة على عزائمهم آمال بناء الوطن الأم، ولقد تحاشيت ذكر بعض الأسماء من عمالقة الاغتراب المعاصرين حتى أستأذن حضراتهم في أن أترجم لهم ترجمة وافية، تُبنى على أساس استقاء المعلومات التي يملونها بأنفسهم عن أساسيات ترجمتهم، وسيرهم الذاتية، واقتطفت نماذج يسيرة من أعلام الاغتراب، لأقدمها للندوة التي تعتبر بادرة نبيلة ولفتة كريمة من وزارة شؤون المغتربين لقد دفعتني لانتقائها وتقديمها، التوجهات المخلصة والمهتمة بالتواصل الثقافي بين الماضي والحاضر والمستقبل لوزارة المغتربين اليمنية، مباركاً نجاحاتها في رعاية رعاياها وإبراز دورهم. محيياً نُبل الأخ الوزير الأستاذ عبده علي قباطي المثقف الذي جدد وشيد، ثم أكمل جهود سلفه المرحوم الوزير السابق الدكتور أحمد علي البشاري رحمه الله الذي كان يحمل نفس الاهتمام. وتحيات مباركات لكل أبناء اليمن في مشارق الأرض ومغاربها.