- بلادي إلى أين! حان السَّفَرْ؟
- فهل تشعرين بنار الخطرْ
- لـ (طهران)، أو لقصور (الرياض)
- وإلا ( دبي) وإلا (قطر)
- ستبقَين تائهةً مثلَنا
- نفرُّ ونَهوي ولا مُسْتَقَرّْ
- فيا أمُّ، أرجوكِ لا تَرحلي
- فصنعاءُ بَعدَكِ تُمسي سَقَرْ
- لوجهِكِ يا أمُّ تحلو لنا
- رؤاكِ وكم نَستلذُّ النَّظَرْ
- وكم فاتكٍ شاهرٍ سيفَه
- يُراقبُ في الخطواتِ الأثرْ
- إلى أين ترحلُ يا موطني؟
- و(هولاكو) أَصبح مرمى البَصَرْ
- نُقاتِلُ، نَفْنَى على لُقمَةٍ
- ونَصْعَدُ بالقاتِ سَطحَ القمَرْ
- ومِنْ حَولِنا المُتْخَمُونَ الأُلى
- يسوقوننا لعميقِ الحُفَرْ
- فنصحو على خبرٍ لا يَسُرُّ
- وفي اللَّيلِ رُعْبٌ، وخَوفٌ وفَرّْ
- وتَحْرِسُنا الجِنُّ جَوْعَى العقولِ
- وإبليسُ فينا أميرُ البَشَرْ
- إذا ما رَحَلْتِ فلا جارةٌ
- سَتُؤْويكِ إلَّا إلى المُنْحَدَرْ
- فلا شمسُنا مثلُ شمسِ الخليجِ
- ولا مَطَرُ السُّحْبِ مثلُ المطرْ
- حضارتُنا تَشتكي فَقْرَنا
- وتكرهُ مَن غابَ أو مَن حَضَرْ
- إلى أين يتّجهُ الأغبياءُ؟
- أرى اليوم فيهم جنونَ البقرْ
- يَهيمونَ في وَسْوَساتِ الهوى
- يَفِرُّونَ! لكن وأين المفرّْ؟
- حدودٌ مِنَ البُغْضِ لا تنتهي
- وكم عَقَّدوا ضِدَّنا مُؤتمرْ
- فقولي لمن شاء تَفريقَنا
- حذارِ أخا الأشقياءِ، الحَذَرْ
- قضيتَ على كلِّ ما نرتجي
- وقَوَّضْتَ حُلْمًا بَناهُ القَدَرْ!
- أنا كم بكيتُ انهزامَ الوطنْ
- وعشتُ أُغَرِّدُ خلفَ الزَّمَنْ
- يقودُ العُروبةَ أَعداؤُها
- ويُلْقَى بها في بحارِ الدِّمَنْ
- نُصَفِّقُ مِن خوفِنا بَطْشَهُمْ
- وقد أتقنوا صُنْعَ كلِّ الفِتَنْ
- صريحٌ، ولا خوفَ مِنْ سَيفِهِم
- لأنّ الصَّراحةَ دِينٌ وفَنّْ