- رَحِيقُ الثَّغْرِ فِي شَفَتَيْكِ سُكَّرْ
- وَفِي عَيْنَيْكِ وَالنَّظَراتِ خِنْجَرْ
- عَلَى خَدَّيْكِ تَنْتَحِرُ القَوَافِي
- وَمِنْ لَهَبِ الجَوَى اللهُ أَكْبَرْ
- هَبِي أَنِّي أَتَيْتُ إِلَيْكِ طِفْلًا
- شَقِيَّ الطَّبْعِ مِعْزَفُهُ تَكَسَّرْ
- أَتَى يَبْكِي وَفِي عَيْنَيْهِ دَمْعٌ
- وَبَيْنَ يَدَيْهِ أَقْلامٌ وَدَفْتَرْ
- فَضُمِّيني إِلَى نَهْدَيْكِ حَتَّى
- أُهَدِّئَ شَوقَ وِجْدَانٍ تَسَعَّرْ
- كَذَلِكَ يَفْعَلُ الأَطفَالُ مِثْلِي
- وأَنْتِ أَحَبُّ مِنْ نَفْسِي وَأكْثَر
- فَقَالَتْ: مَا عَقَلْتَ مِنَ الصَّبَايَا
- وما زالَ الغَرامُ عَلَيْكَ يَظْهَرْ
- تُخَادِعُنِي وَعِنْدَكَ أَلْفُ حِضْنٍ
- وَحَوْلَكَ أَلْفُ عَاشِقَةٍ وَجُؤْذَرْ
- مِنَ البِيضِ الكَواعِبِ كالَّلآلِي
- وَكَمْ خَدٍّ بِلَوْنِ المِسْكِ أَسمَرْ
- تُخادِعُني بِدَمْعِكَ والقَوافِي
- وخَدُّكَ مِنْ صِبَاغِ الغِيدِ أَشْقَرْ
- تُشَبِّهُ كُلَّ أَجْسامِ الصَّبايا
- فَذِي فُلٌّ، وَذَاكَ الخَدُّ مَرْمَرْ
- وهذا العِطْرُ فِي خَدَّيْكَ يَلْهُو
- وَيْجْرِي فِي دِمائِكَ مِنْهُ عَنْبَر
- أَشُكُّ، وَقَدْ رَأيتُكَ ذَاتَ يَوْمٍ
- وثَغرُكَ مِنْ دَمِ القُبُلاتِ أَحْمَرْ
- فَمَا لِلشِّعْرِ تَنْصبُهُ شِبَاكًا
- أَرَى الشُّعْراءَ مِنْ إبْلِيسَ أَخْطَرْ
- فَقُلْتُ لَعَلَّ كَذَّابًا غَيُورًا
- تَدَخَّلَ بَيْنَ أُلْفَتِنا وَدَمَّرْ
- أَمُدُّ يَديِ إِلِيْكِ وأَنْتِ حَمْقَا
- ويَغْلِبُ طَبْعَكِ الخُيَلاءُ والشَّرّْ
- دَعِيني، واسألي عنّي نَبِيًّا
- لِيَفْضَحَ وَهْمَكِ الوَحْيُ المُطَهَّرْ
- حَمَلْتُ الحُبَّ والإخلاصَ دِينًا
- وأَسْدَلْتُ السَّماءَ عَليكِ مِئْزَرْ
- إذًا، لن نلتقي، ولَعَلَّ يَومًا
- يَعُودُ لأهْلِهِ الغَادِي وَيَظْفَرْ
- فقالت لا، فَأنتَ نَزِيلُ رُوحِي
- تَعالَ، الوَصْلُ بَعَد الصَّدِّ أَيْسَرْ