- شجاني مِن رُبا الفيحاءِ بَرْقُ
- وهَيَّجَني غَرامُكِ يا دِمَشْقُ
- تَهَيَّبْتُ الوِصالَ وإنْ تَمادَى
- وأشْعَلَ مُهْجَتي وَلَهٌ وعِشْقُ
- أحقًّا غُوطةُ الفِرْدَوْسِ دُوني
- ودوني مِن جِنانِ الخُلْدِ شِقُّ؟
- وهل أنا في ديارِ الشَّامِ أَمشي
- وأجنحتي لها في الجَوِّ خَفْقُ؟
- سلامٌ يا دِمَشْقُ عليكِ حتَّى
- يَلُوحَ على سَمائِكِ مِنْهُ بَرْقُ
- ألا يا دارَ كلِّ فتًى جميلٍ
- له في صَفْحَةِ العُظَماءِ سَبْقُ
- ومَهْدَ الفاتناتِ لِكُلِّ قَلبٍ
- فحَقُّكِ لا يُضامُ، ولا يُعَقُّ
- رَضِيتُ هَواكِ يَأسِرُني رقيقًا
- ولا يأتي لهذا الرِّقِّ عِتْقُ
- أنا (وَضَّاحُ) جِئتُ على غَرامي
- وخلفي مِن ديارِ العُرْبِ شَرْقُ
- فصنعاءُ الَّتي صَقَلَتْ سُيوفي
- لها في وَجْنَةِ القَمَرَيْنِ شَقُّ
- تُحَمِّلُني النَّسائمُ مِن صَباها
- صَباباتٍ لها في القَلبِ عُمْقُ
- ففي الصُّندوقِ أسرارٌ وشِعرٌ
- وفي الصُّندوقِ عاطفةٌ ورِفْقُ
- وكم أُمِّ البَنين أرى ولكنْ
- «قلوبًا كالحِجارةِ لا تَرِقُّ»