الخميس“ 25 أبريل 2024 - 08:19 ص - جرينتش

احتفال خطابي وتكريمي بمؤسسة الإبداع بصنعاء


في احتفال صباح يوم الاثنين بصنعاء، كرّمت مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون كوكبة من رموز الفن والأدب في اليمن، ويأتي هذا الاحتفاء تتويجا للبرامج الثقافية والفنية التي أقامتها المؤسسة خلال الأشهر المنصرمة من هذا العام.

كتب عبد الغني المقرمي

كرّمت مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون صباح اليوم الاثنين بصنعاء كوكبة من رموز الفن والأدب في اليمن، ويأتي هذا الاحتفاء تتويجا للبرامج الثقافية والفنية التي أقامتها المؤسسة خلال الأشهر المنصرمة من هذا العام.

ويأتي على رأس قائمة التكريم الفنان الأستاذ أيوب طارش عبسي، والشاعر الدكتور سعيد محمد الشيباني، إضافة إلى الفنان الكبير عبد الرحمن الحداد، والشاعرين حسن عبد الله الشرفي وعلي عبد الرحمن جحاف، والتشكيليين الدكتورة آمنة النصيري وشهاب المقرمي، والكتّاب محمد الغربي عمران ونادية الكوكباني وهناء الأديمي سفيرة النوايا الحسنة .

وقد تضمّنت الفعالية إضافة لمراسم التكريم كلمات احتفاء، وتقاسيم على آلة العود أداها الفنان عبد اللطيف يعقوب.

قيمة الإبداع
وقال المدير العام لمؤسسة الإبداع عبد السلام عثمان إن هذه الاحتفائية تأخذ ألقَها من هذه الوجوه المبدعة، التي تكرّم اليوم اعترافا ببصماتها الإبداعية في مجال الأدب والفن، تلك البصمات المشرقة التي ستظل على المدى نموذجا باذخ الجمال، شاهق التفرد، تتملاها الأجيال بعد الأجيال عناقيد مثقلةَ الجنى فناً وإبداعاً، "تؤكد للعالم أجمع أن المبدع اليمني عصيّ عن الغياب، وأنه مسكون بالفن دائما وأبدا".

وأضاف عثمان ونحن إذ نكرّم هذه الكوكبة المتألقةَ لنؤكد تأكيدا عملياً مدى حاجة الإنسانية اليوم للفنّ والأدب كسياجين مانعينِ لذواتنا الحائرة في معمعة العاصفة الرقمية، التي يتزايد هبوبها يوما عن آخر، تهدّد الهوية، وتتوخى تحويل العقل البشري والوجدان الإنسانيّ إلى خازن رقميّ بامتياز، تيبس أمامه أشواق الإنسانية، وتتصحر بعيدا عنه خلجات المشاعر، ونبضات الشجون.

الشاعر الدكتور سعيد محمد الشيباني قال "بهذه المناسبة شيء جميل أن نرى مثل هذه الاحتفائيات التي تكرّم أعلام الأدب والفن، ونحن على يقين بجدوى هذا التكريم"، مستدركا "إلا أننا نرى أن الأديب والفنان كلاهما في هذا البلد يفتقد للتكريم الحقيقي الذي يتجاوز الأضواء والديكورات إلى الالتفات إلى نتاجه توثيقا ونشرا".

الشيباني -الذي غنّى له كبار فناني شبه الجزيرة العربية في عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الفائت ومنهم الراحل فهد بلان- يتمنى على القائمين على مثل هذه المؤسسات أن لا يحصروا عملية التكريم في الأجيال الشعرية ذات الأعمار الكبيرة، فثمة مبدعون مخضرمون لهم لمساتهم الواضحة في المشهدين الفني والأدبي، وهم أيضا جديرون بمثل هذا التكريم.

ويرى المطرب الحضرمي المعروف عبد الرحمن الحداد أن "هذه الاحتفائية التي تعيد إلى الأسماع أسماء أعلام كبار خدموا الفن والأدب، لهي بحق لفتة كريمة، وجهد مشكور، وخطوة جادة في تعزيز التلاقح الفني والأدبي بين مختلف أزمنة المشهد الإبداعي في هذا البلد الجميل، الذي يعيش على الإبداع في مختلف الظروف والتحولات".

الحداد الذي يعمل مستشارا إعلاميا لوزير الثقافة، أكّد أن "المبدع اليمني الذي يكرَّم كثيرا بنتاجه خارج وطنه هو أولى بالتكريم داخل الوطن، لما لهذا التكريم من اعتراف بعطائه وتقدير لإسهاماته في مختلف المجالات"، ويضيف "هذه مكرمة يجب أن تتنافس عليها جميع المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي والفني داخل البلد، سواء كانت هذه المؤسسات رسمية أو خاصة".

ومن جانبها ترى التشكيلية الدكتورة آمنة النصيري أن تكريم القدرات الإبداعية من قبل المؤسسات الخاصة "يعدُّ لفتة كبيرة من قبل هذه المؤسسات، خاصة بعد أن خذلتهم الجهات الرسمية خذلانا تماما، وجعلتهم يواجهون متاعب الإبداع ومتاعب هذا الزمن الرديء، مجرّدين إلا من عزائمهم القوية، وإلا من الأمل بغد مشرق".

وأكدت النصيري أنّ "المبدع اليمني يعيش أوضاعا صعبة للغاية"، وأن أسماء كبيرة في المشهد الإبداعي تعاني أمراضا مختلفة، وسط تجاهل قاتل من وزارة الثقافة التي لا تتدخل إلا بعد أن يصبح الشفاء أصعب، ويصبح الموت هو الاحتمال الأقوى، بينما يسافر كثير من المشايخ إلى بلاد الضباب لوعكات صحية بسيطة في مفارقة مدهشة ومبكية في آن.

النصيري التي تعمل محاضرة في كلية الآداب بصنعاء، شاركت الفنان شهاب المقرمي معرضاً تشكيليا مصاحبا لهذا التكريم، مؤكدةً للجزيرة نت أن "تخصيص مساحة للفن التشكيلي أمر في غاية الروعة، سواء عبر منصة التكريم، أو في صالة العرض".