- وَأيِّ مُفْرَدَةٍ أستَنْشِدُ القَلَما؟
- وَفِي فِلَسْطينَ أَشْلاءٌ مُبَعْثَرةٌ
- وفي فِلَسْطِينَ أَهلْي أَدْمُعٌ وَدِمَا
- تَبْكي مُطَوَّقَةُ الزَّيْتُونِ غَابَتَها
- وَكُلُّ بَسْمةِ طِفلٍ أصْبَحَتْ عَدَمَا
- يا أُمَّةً رَفَعَ الإيمانُ هامتَها
- وَأَنْطَقَ العَدْلُ فيها أَحْرُفًا وَفَما
- وَزَيَّنَ الفَاتِحونَ الغُرُّ صفحَتَها
- وثَبَّتَ اللهُ في رِضْوانِهِ قَدَما
- إلى متى الصَّبرُ لا فجرٌ يُعانقُنا
- ولا أرى فارسًا بالله مُعتصِما
- أيَسْأَمُ الدَّهْرُ مَا لِلبَغْيِ مَا سَئِما؟
- وَيَرْحَلُ العُمْرُ والطَّاغُوتُ ما هُزِمَا
- مُدُّوا إلى الطّفلِ مِقلاعًا يَدُكُّ بِهِ
- دَبَّابَةً ويُذيقُ الغاصِبينَ عَمَى
- مُدُّوا إلى الطّفلِ يا أعْمامَهُ حَجَرًا
- أو فَامْنَحُوهُ سُيُوفًا بُتَّرًا خُذُمَا
- وزوِّدُوهُ بِنَعْشٍ كُلَّ ثانيةٍ
- فإنَّهُ لِرحابِ اللهِ قَدْ عَزَما
- أَبَى الإقَامَةَ فِينا، طَارَ مُبتعِدًا
- لأنَّه قَطُّ ما غَنَّى ولا ابْتسَما
- ستّونَ عَامًا ولا فَجرٌ ولا أملٌ
- ولا نهارٌ يُبيدُ اللَّيلَ والظُّلَما
- ستّونَ عَامًا وأجيالٌ يُمَزِّقُها
- جَيْشُ الطُّغاةِ فَما اسْتَكْفَى ولا رَحِما
- ومَن تَهاوَنَ في الأقصى وصخرتِه
- فَعَنْ قَرِيبٍ يَذوقُ الذُّلَّ والنَّدَما
- وعن قَريبٍ يقولُ النَّاسُ قاطِبةً
- هُنَا هُنَا الحَرَمُ الأقصى الَّذِي هُدِما
- يَا غَيثَ رَحْمَةِ ربِّي حَانَ تُدْرِكُنا
- ولَملِمِ الشَّملَ، واشفِ الجُرْحَ والأَلَما
- يَا لَيلُ هَلْ للضُّحَى وَعْدٌ لمُنْتَظِرٍ
- أَمِ الضُّحَى لم يَعُدْ في دَهْرِنَا حُلُما
- يا بَسْمَةَ الفَتْحَ عُودِي زَيِّني زَمَنًا
- مُشَوَّهًا وأَنِيري السَّهْلَ والأَكَما
- وأَيْقِظي في بِلادِي النَّائِمينَ عَلَى
- شَوْكِ القَتَادِ وَجَمرٍ بَاتَ مُضْطرِمَا
- إنَّا وَهَبْنَاكَ يَا أَقْصَى قَصَائِدَنا
- وَمَا وَهَبْناك كَلْمًا إنَّما كَلِما
- عَهْدًا إلى اللهِ عَهْدًا غَيْرَ حَانِثة
- إذا دَعَا الفَتْحُ كُنَّا سَيْلَه العَرِمَا
- بِأَيِّ قَافِيَةٍ أَسْتَلْهِمُ النَّغَما