عشت متيماً بالأدب، مغرمًا بالثقافة، قد أحيًا بدون خبز، ولكن لا أراني قادراً على الحياة دون ثقافة، ولا أدب. مذ نعومة أظافري في بادية شمير من محافظة تعز من بلاد اليمن العزيز وكنت أقرأ عن مصر الكنانه وروادها من عمالقة الإبداع والفكر وعن صالوناتها الثقافية، وأسمارها القاهرية، ومنتدياتها الجميلة، فكنت أتمنى لو كنت قاهرياً، حتى عانقت سموها، واستوطنتها في أوج الفتوة ورونق الشباب ورشفت من معين رحيقها وأدركت إن غرس التمنى قد أثمر، وليل الحظ قد أقمر.
فاسم مصر لوحدها المناط اوالمحضن للمثقفين، وملتقى المبدعين ودوحة المفكرين، ومنار المسترشدين مناخ يكفى ليبعث آلافا من المنتديات الأدبية، رغم اكتظاظها الممتع.
والمورد العذب شديد الزحام
إن مناخها الثقافي والاجتماعي الأليف ليبعث على الفخر والاعتزاز شموخا يعانق السناء والسماء، ولي الحق أن أتمثل في مصر بقول الشاعر :
ولا عَيْبَ فيهم غير أن نزيلهم **** يُصابُ بنسيانِ الأحبَّةِ والوطن
إن ثقافتنا وأدب العربية الفصحى ليبحث عن مكان في صدارة الأمم، وعن منابر عالية لتبهر العالم بفصاحتها وبلاغتها، ولتكشف من خلالها عن جماليات ماضيها التليد، وعن إشراقات مستقبلها المأمول، رغم ما ترزح فيه من أغلال وقيود في واقعها ووقائعها؛ لكنها لا تمنعها القيودُ ولا الأغلال ومن هذه المتطلقات المستنيره اطلقت منتدى المثقف العربي سنة 2000 ميلاديه. على ضفاف النيل هذا المنتدى الذي شب وترعرع بين احضان النيل واتسع صداه ومداه، حتى اصبح أكبر تجمع ثقافي ابداعي يضم كل الوان الطيف الثقافي والأدبي والفني وتربع على متصته متحدثا ومناقشا آلاف من المفكرين واعلام الثقافه والفكر والابداع. نثرًا وشعرا وفكرًا وفنا واصدر مجلة المثقف العربي الشهريه ومجله تواصل الفصليه واصدر اكثر من ثلاثين كتابا في مجالات الابداع والمعرفه وضم في عضويته آلافًا من الأوساط الثقافيه من سائر الشعوب العربيه من المحيط الى الخليج بل ومن المثقفين والمبدعين في المهجر وفي هذا الموقع بعضا من ملامح هذا المنتدى وتدواته ومؤتمراته وجمهوره وسيظل منارة ثقافية ابداعية في موكب الإبداع للمثقف العربي.
د عبد الولي الشميري
رئيس المنتدى