- ذا القلبُ لا ارتاحَ في صَدري ولا سَكَنا
- مُذْ فارقَ الحبَّ والأحبابَ واليَمَنا
- ولا عزاءَ له فيما يُكابِدُه
- إلّا بأنْ أصبحت (لبنانُ) لي وطنا
- أتيتُ كالبازِ من (صنعاءَ) أحملُ في
- عيني (تعزَّ) وفي قلبي أرى (عَدَنَا)
- بيروتُ "ياجارةَ الوادي" ويا نَغَمًا
- غَنَّتْهُ فيروزُ يَسبي الرّيفَ والمُدُنا
- ويا أريجَ زهورِ العِطرِ في رئتي
- يا رِئْمُ يا ظَبْيَ عِشْقٍ بالعيونِ رنا
- لبنانُ (بيروتُ) كالحسناءِ هامَ بها
- قلبي وقبَّلَ شِعري وجهَها الحَسَنا
- أنا الّذي طُفْتُ في الدُّنيا حدائقَها
- رأيتُ لبنانَ فيها القلبَ والبدنا
- أطوفُ في الأرض محزونًا ومُبتهجًا
- مَنْ جاء بيروتَ حاشا يعرفُ الحَزَنا
- أُقاومُ العشقَ لا زُهدًا ولا ورعًا
- ما أصعبَ الصّبرَ! لا نومًا ولا وَسَنا
- وكلَّما قُلتُ ماتَ العِشقُ بين دمي
- لمعُ البروقِ يُهيجُ الوجدَ والشَّجَنا
- فكيف والحُورُ مِن حولي وبين يدي
- كذبتُ إن قلتُ عِشقي مات أو دُفنا
- بيروتُ أهمسُ في أُذُنَيكِ ذاكرتي
- أعيشُ في ذِكريات المجدِ مُرتَهَنا
- مازلتُ أحملُ تاريخَ النّضالِ فَتًى
- مازلتُ أذكرُ أيَّامَ الصُّمودِ هُنا
- مذ قاومتْ فارتقتْ (لبنانُ) هامتُها
- على الثُّريّا وقالت للعدوِّ أنا
- أنا هنا فلتعد بين الهزيمة يا
- خَصْمًا عَنيدًا حَمَلْنا ظُلْمَهُ زَمَنا
- فما استكانتْ ذُرى (لبنانُ) ثانيةً
- لا يَعرفُ الحرُّ إرهاقًا ولا وَهَنا
- لبنانُ يا قُبَّةَ الإبداعِ يا لُغَةً
- جمالُها يُطْفِئُ الأحقادَ والفِتَنا
- كساكَ ثوبُ غماماتِ الضُّحى مطرًا
- وجادكَ الغَيثُ حُبًّا والجمالُ سَنَا