- تزامنَ الحُبُّ والآلامُ والسَّهَرُ
- واللَّيلُ يَجْثُو على صدري وينتحرُ
- وباتَ تحتَ ضُلوعي قَبْرُهُ وغَدَتْ
- في (لندنَ) الغَربِ أيّامي له حُفَرُ
- يا واقدَ الجَمْرِ والأشواقِ مَعْذِرَةً
- مهما اضطرمْتُ فإنّي سوفَ أَصْطَبِرُ
- بيني وبين الَّذي أَهوى وأَنْدُبُهُ
- بُعْدٌ وفُرْقَةُ عُمْرٍ شاءَها القَدَرُ
- ليتَ الحياةَ الَّتي طالَتْ بِنا قَصُرَتْ
- لِنَلْتَقي مَرَّةً أُخرى ونَدَّكِرُ
- ليت (القلوبَ) الَّتي مِن حَولِنا اعْتَبَرَتْ
- بنا، وكانت لنا مِن غيرِنا عِبَرُ
- ليت الزَّمانَ الَّذي أَودى بِأُلْفَتِنا
- يُودي بِفُرْقَتِنا، أو ينتهي العُمُرُ
- كم أسكبُ الدَّمعَ إن قالوا تُسائِلُهم
- عنّي، وإن لم تَقُلْ، فالدَّمعُ يَنْهَمِرُ
- كنَّا وفي رَوضةِ الآمالِ دَوْحَتُنا
- أفياؤُها الوَردُ والنِّسرينُ والزَّهَرُ
- عِشْنا لَيالٍ تَوَلَّتْ بالَّذي وَهَبَتْ
- صَفْوًا ولُطْفًا يَطِيب اللَّيلُ والسَّمَرُ
- طابَ التَّساقي رحيقُ الثَّغرِ كَوثرُنا
- تَسنيمُ جَنَّةُ دُنيا ما بها كدرُ
- حبٌّ تَدَفَّقَ في أعماقِنا ومَضى
- كالنَّارِ في القلبِ لا يُبْقي ولا يَذَرُ
- وفَرَّقَتْنا لَيالي الغَدْرِ ظالِمةً
- وشَفَّني الهَمُّ والأَحزانُ والضَّجَرُ
- يا ربُّ إن أنتَ لم تأذنْ بِعَودتِنا
- هَبني الشِّفاءَ وعمّا كان أعتذرُ